السبت، 13 يناير 2024

وياقوم اعملوا على مكانتكم

[١٣/‏١, ٧:٢٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : من الآيات التى يحصل فيها خلط من الحفاظ : قوله سبحانه : (قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لايفلح الظالمون)(135)(الأنعام) وقوله سبحانه : ( قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل فسوف تعلمون)(من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم)(40:39)(الزمر) 

وقوله تعالى : (وياقوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إنى معكم رقيب)(121)(هود) انفردت سورة هود :(وياقوم) دون (قل) فما سبب ذلك ؟

[١٣/‏١, ٨:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: كما انفردت سورة هود بقوله سبحانه(سوف تعلمون) 

وفى موضعى الأنعام والزمر : (فسوف تعلمون) وبالرجوع إلى سياق الآيات يتضح السبب فى موضع الأنعام كان الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم : (وربك الغنى ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم مايشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين)(إنما توعدون لآت وماأنتم بمعجزين)(قل ياقوم اعملوا على مكانتكم...الآية) فناسب قوله (قل) سياق الآيات فلما كان الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم ناسب قوله (قل) الآيات وكذلك ( فسوف تعلمون) فالفاء تفيد الترتيب والتعقيب

[١٣/‏١, ٩:٠٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: فمعنى الآية : أى قل لهم يامحمد : ياقوم اثبتوا على كفركم ومعادتكم لى واعملوا ماأنتم عاملون والأمر هنا للتهديد (إنى عامل) أى عامل ماأمرنى به ربى من الثبات على الدين فسوف تعلمون أينا تكون له العاقبة المحمودة فى الدار الآخرة أنحن أم أنتم فناسبت ( الفاء) فى (فسوف) مقام التهديد كذلك أيضا موضع الزمر كان الأمر خطابا للنبى صلى الله عليه وسلم :(ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرءيتم ماتدعون من دون الله إن أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبى الله عليه يتوكل المتوكلون)(قل ياقوم اعملوا على مكانتكم..الآية)

[١٣/‏١, ٩:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومعنى الآية : أى ياقوم اعملوا على طريقتكم من المكر والكيد والخداع إنى عامل على طريقتى من الدعوة إلى الله وإظهار دينه فسوف تعلمون لمن سيكون العذاب الذى يذل ويخزى الإنسان وينزل عليه عذاب دائم لاينقطع وهو عذاب النار هل هذا العذاب سيصيبنى أو يصيبكم والغرض التهديد لذلك ناسب قوله سبحانه (فسوف تعلمون) قال أبو السعود: وفى الآية مبالغة فى الوعيد وإشعار بأن حاله عليه السلام لاتزال تزداد قوة بنصر الله وتأييده وفى خزى أعدائه دليل غلبته عليه الصلاة والسلام وقد عذبهم الله وأخزاهم يوم بدر (تفسير أبى السعود)(310/4)

[١٣/‏١, ٩:٣٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع سورة هود: انفرد بقوله سبحانه : (وياقوم) دون (قل) وقوله (سوف تعلمون) دون الفاء فقد جاء من تمام قول شعيب عليه السلام فى دعوته لقومه فقد جاءت اﻵية بعد قوله سبحانه :(قالوا ياشعيب مانفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وماأنت علينا بعزيز)(قال ياقوم أرهطى أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربى بما تعملون محيط)(وياقوم اعملوا على مكانتكم إنى عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إنى معكم رقيب) فجاءت الآية من تمام كلام شعيب عليه السلام فى دعوته لقومه فناسب عدم ذكر (قل)

[١٣/‏١, ٩:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولما قال لهم شعيب عليه السلام : (وارتقبوا إنى معكم رقيب) ولم يحدد لهم موعد العذاب الذى يخزيهم ويذلهم ناسب قوله سبحانه : (سوف تعلمون) سياق الآيات دون الفاء التى تفيد الترتيب والتعقيب لذلك جاء بعد الآية قوله سبحانه : (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا فى ديارهم جاثمين)(كأن لم يغنوا فيها ألابعدا لمدين كمابعدت ثمود)(95:94) حيث أن الواو فى قوله (ولما جاء أمرنا) تفيد مطلق الجمع أى ليس لها زمن . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه 


 !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق