السبت، 27 يناير 2024

أولئك هم المؤمنون حقا


[٢٧/‏١, ٣:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه :( أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم)(الأنفال)(4)

وقوله تعالى فى نفس السورة :(والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم)(74) 

زاد فى الآية الأولى : (لهم درجات عند ربهم) فما سبب ذلك ؟ وبالرجوع إلى سياق الآيات يتضح السبب جاء قبل الآية قوله تعالى : (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)(الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)(3:2)

[٢٧/‏١, ٣:٢٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: ففى الآيات عدد صفات المؤمنين جاء فى تفسير الآيات (إنما المؤمنون) أى إنما الكاملون فى الإيمان المخلصون فيه إذا ذكر اسم الله فزعت قلوبهم لمجرد ذكره استعظاما لشأنه وخوف منه جلا وعلا وإذا تليت عليهم آيات القرآن ازداد تصديقهم ويقنيهم بالله وهم يتوكلون عليه لايرجون غير الله ولايرهبون سواه ويؤدون الصلاة على الوجه الأكمل بخشوعها وفروضها وآدابها وينفقون فى طاعة الله مما أعطاهم الله من الزكاة وغيرها من نوافل الصدقات

[٢٧/‏١, ٣:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: قال ابن الخطيب : ليقرأ هذه الآيات وليتدبرها كل مؤمن وليعرضها على نفسه فإن وجدها تنطبق على صفاته فليهنأ بما آتاه الله من فضل وماوهبه من خير وإن وجدها فى واد وهو فى واد فليلجأ إلى الرحيم الودود وليجأر إلى اللطيف الحميد أن يصفى قلبه ويزيده إيمانا وتوكلا ويوفقه لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فنعم القريب ونعم المجيب وليكن هذا بإخلاص قلب وصدق طوية. 

فلما عدد صفات المؤمنين فى هذه الآيات زاد قوله سبحانه :( لهم درجات عند ربهم) أى لهم منازل رفيعة فى الجنة وتكفير لما فرط منهم من الذنوب ولهم رزق دائم مستمر لاينقطع مقرون بالإكرام والتعظيم .

[٢٧/‏١, ٤:٣٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: فى الآية الثانية تحدثت الآية عن المهاجرين الذين تركوا الديار والأوطان حبا فى الله ورسوله وجاهدوا الأعداء بالأموال والأنفس لإعزاز دين الله وكذلك الأنصار أصحاب الإيواء والإيثار جاهدوا مثل المهاجرين أولئك هم الكاملون فى الإيمان المتحققون فى مراتب الإحسان لهم مغفرة ورزق كريم فى جنات النعيم ولاريب أن المهاجرين والأنصار هم أول الداخلين فى الآية الأولى فهم أفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين ولكن لما كانت الآية الأولى عددت صفات المؤمنين ناسب زيادة (لهم درجات عند ربهم)

فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق