الجمعة، 12 يناير 2024

متاع فى الدنيا. متاع قليل

[٦/‏١, ١٠:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (متاع فى الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون)(يونس70)

وقوله سبحانه : (متاع قليل ولهم عذاب أليم)(النحل117) قال فى يونس (متاع فى الدنيا)

وقال فى النحل : 

(متاع قليل) 

ومتاع الدنيا هو المتاع القليل بدليل قوله تعالى :(قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولاتظلمون فتيلا)(النساء جزء من الآية77)

فما سبب الاختلاف بين الموضعين ؟

[٦/‏١, ١١:١٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاءت اﻵية فى يونس بعد قوله تعالى : (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنى له مافى السموات ومافى اﻷرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله مالاتعلمون)(قل إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون)(69:68) فنسب اليهود والنصارى لله ولدا فقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال كفار مكة الملائكة بنات الله 

فكل من كذب على الله لايفوز ولايفلح له متاع قليل فى الدنيا ثم معادهم ورجوعهم إلى الله للجزاء والحساب ثم يذيقهم الله العذاب الموجع الأليم بسبب كفرهم وكذبهم على الله

[٦/‏١, ١١:٢٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وسبب ذكر قوله سبحانه :(متاع فى الدنيا) ماجاء فى السورة قوله سبحانه : (ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون)(الذين آمنوا وكانوا يتقون)(لهم البشرى فى الحياة الدنيا لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم)(64:62) فقد ذكرت الآيات جزاء أولياء الله الذين صدقوا الله ورسوله وكانوا يتقون ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فالولى هو المؤمن التقى أن لهم مايسرهم فى الدارين حيث تبشرهم الملائكة عند الاحتضار برضوان الله ورحمته وفى الآخرة بالجنة والفوز العظيم

[٦/‏١, ١١:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: فلما ذكر أن أولياء الله لهم البشرى فى الحياة الدنيا ذكر أن الكفار لهم فى الدنيا متاع قليل يتمتعون به مدة حياتهم ثم يرجعون إلى الله فيذيقهم فى الآخرة العذاب الشديد والعجيب فى الآية استعمال لفظ (الدنيا) دون الحياة وكأنهم يتمتعون وهم موتى لأنهم على الكفر وأما أولياء الله قال عنهم :( لهم البشرى فى الحياة الدنيا) فهم فى حياة طيبة فى الدنيا كما قال تعالى:(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)(النحل97)

[٧/‏١, ٩:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع النحل فقد جاء قبل الآية قوله تعالى :(ولاتقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون)(متاع قليل ولهم عذاب أليم) أى لاتقولوا أيها المشركون فى شأن ماتصفه ألسنتكم من الكذب هذا حلال وهذا حرام من غير دليل ولابرهان لتكذبوا على الله إن الذين يختلقون الكذب على الله لايفوزون لا فى الدنيا ولا فى الآخرة فانتفعاهم فى الدنيا قليل لأنه زائل لامحالة ولهم عذاب أليم فى الآخرة فلما لم يذكر (الدنيا) فناسب الآيات فى السورة (قليل) فسبحان من هذا

 كلامه !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق