[١٢/١, ٩:٣٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (ياأيها الذين امنوا لاتأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون)(واتقوا النار التى أعدت للكافرين)(وأطعيوا الله والرسول لعلكم ترحمون)(آل عمران)(132:130)والآيات فيها وعيد شديد للذى يأكل الربا قال ابن كثير : كانوا فى الجاهلية إذا حل أجل الدين يقول الدائن: إما أن تقضى وإما أن تربى فإن قضاه وإلا زاده فى المدة وزاده فى قدر الدين وهكذا كل عام فربما تضاعف القليل حتى يصير كثيرامضاعفا(تفسير ابن كثير)(412/1)وترك الربا فيه فلاح الأمة فناسب قوله سبحانه: (لعلكم تفلحون) نهاية الآية
[١٢/١, ٩:٤٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء بعدها التحذير من نار جهنم التى أعدت للكافرين وكذلك الأمر بطاعة الله ورسوله مناسب مع النهى عن ترك الربا فإن من يأكل الربا فمصيره مع الكافرين فى نار جهنم ومن يطع الله ورسوله يكون مع الأبرار الذين تنالهم رحمة الله وهى الجنة فناسب قوله سبحانه : (لعلكم ترحمون) نهاية الآية
والعجيب فى الآية أنها جاءت بين الآيات التى تحدثت عن غزوة أحد وغزوة بدر وهى إشارة أن أكل الربا مثل الحرب بل هو أشد من الحرب وإليك بيان ذلك فى الآيات
[١٢/١, ١٠:٠٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: بدأ الحديث عن الغزوات من قوله سبحانه : (وإذا غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم)(121) إلى الآية:(ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)(128) ثم جاءت اﻵية التى تتحدث عن الربا ثم جاءت الآيات من الآية(139) تتحدث عن باقى أحداث غزوة أحد : (ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)(إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين)(وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) وتوالت الآيات تتحدث عن غزوة أحد وماحدث فيها فى نحو ستين آية
[١٢/١, ١٠:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: فلما جاءت اﻵية التى تنهى المؤمنين عن أكل الربا وسط الآيات التى تحدثت عن الغزوات أحد تفصيلا وغزوة بدر إجمالا فى قوله سبحانه : (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون)(123) وجاءت الآية اعتراضا بين الحديث عن غزوة أحد ليذكرهم الله بنعمته عليهم لما نصرهم ببدر وهم قليلون فى العدد والعدة ففيها إشارة أن أكل الربا هى كالحرب لذلك جاء الجزاء لمن لم يترك أكل الربا فى قوله سبحانه : (ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا مابقى من الربا إن كنتم مؤمنين)(فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لاتظلمون ولاتظلمون)(279:278)(البقرة)
[١٢/١, ١٠:٣١ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومعنى الآيتين : أى اخشوا ربكم وراقبوه فيما تفعلون واتركوا مالكم من الربا عند الناس إن كنتم مؤمنين بالله حقا وإن لم تتركوا التعامل بالربا فأيقنوا بحرب الله ورسوله لكم قال ابن عباس : يقال لآكل الربا يوم القيامة خذ سلاحك للحرب. وإن رجعتم عن الربا وتركتموه فلكم أصل المال الذى دفعتموه من غير زيادة ولانقصان فتبين من خلال استعراض الآيات أن الربا أشد من الحرب لأن الربا مدمر للمجتمع كله وقد انتهت الآيات فى سورة البقرة التى تحذر من أكل الربا بهذه الآية الجامعة والتى هى آخر آية نزلت من القرآن وبعدها انقطع الوحى
[١٢/١, ١٠:٤٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: وهى قوله تعالى : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون)(281) فقد حذر الله عباده من ذلك اليوم الرهيب الذى لا ينفع فيه إلا العمل الصالح فقال احذروا يوما سترجعون فيه إلى ربكم ثم توفى كل نفس حسابها وأنتم لاتظلمون وبنزول الآية انقطع الوحى وفيها تذكير العباد بذلك اليوم العصيب الشديد قال ابن كثير : هذه الآية آخر مانزل من القرآن العظيم وقد عاش النبى صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم انتقل الى الرفيق الأعلى والآيات قبلها هى آخر مانزل من الأحكام وهى التى تحدثت عن الربا. فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق