[١٨/١, ٦:٥٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (الربط بين سور القرآن) (سورة الطور وسورة النجم) قوله سبحانه : (فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولامجنون)(أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون)(قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين)(أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون)(أم يقولون تقوله بل لايؤمنون)(فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)(أم خلقوا من غير شيئ أم هم الخالقون)(35:29)(الطور) وفى سورة النجم : (والنجم إذا هوى)(ماضل صاحبكم وماغوى)(وماينطق عن الهوى)(إن هو إلا وحى يوحى)(علمه شديد القوى)(ذو مرة فاستوى)(وهو بالأفق الأعلى)(ثم دنا فتدلى)(فكان قاب قوسين أو أدنى)(فأوحى إلى عبده ماأوحى)(10:1)
[١٨/١, ٨:٣٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: باستقراء آيات السورتين نجد ربط عجيب بين السورتين ففى سورة الطور يتهمون النبى صلى الله عليه وسلم بأن له رئى من الجن يأتيه بخبر بعض الغيوب التى يضم إليها مائة كذبة وذلك فى قوله سبحانه : (فما أنت بنعمت ربك بكاهن) أى بمنه ولطفه وكذلك قولهم ( بمجنون) بل أنت أكمل الناس عقلا وأبعدهم عن الشياطين وأعظمهم صدقا وأكملهم ، وتارة يقولون شاعر وتارة يقولون تقوله : أى تقول القرآن وجاء به من تلقاء نفسه وكيف يكون ذلك وهو أمى لايقرأ ولايكتب ، فلو كان قولكم حق وأنتم العرب الفصحاء والفحول البلغاء فأتوا بمثله .
[١٨/١, ٨:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء فى سورة النجم رد على أباطيل المشركين ببيان شرف الوحى على النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأنه لاينطق عن الهوى إنما هو وحى يوحى إليه صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه افضل الملائكة الكرام وأقواهم وأكملهم قوة وخلق حسن وجمال ، فأوحى الله بواسطة جبريل عليه السلام إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم الذى أوحاه إليه من الشرع العظيم والنبأ المستقيم . (ماكذب الفؤاد مارأى) : أى اتفق فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤيته على الوحى الذى أوحاه الله إليه وأنه تلقاه منه تلقيا لاشك فيه ولاشبهة ولاريب فلم يكذب فؤاده مارأى بصره .
[١٨/١, ١١:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومن روعة البيان القرآنى فى سورة النجم التوافق بين القسم والمقسم عليه : جاء فى تفسير الشيخ السعدى رحمه الله : يقسم تعالى بالنجم عند سقوطه فى الأفق فى آخر الليل عند إدبار الليل وإقبال النهار ، لأن فى ذلك من الآيات العظيمة ماأوجب أن أقسم به والصحيح أن النجم اسم جنس شامل للنجوم كلها . وأقسم بالنجوم على صحة ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحى الإلهى ، لأن فى ذلك مناسبة عجيبة فإن الله تعالى جعل النجوم زينة للسماء ، فكذلك الوحى وآثاره زينة للأرض ، فلولا العلم الموروث عن الأنبياء ، لكان الناس فى ظلمة أشد من ظلمة الليل .
[١٨/١, ١١:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: والمقسم عليه تنزيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الضلال فى علمه والغنى فى قصده ويلزم من ذلك أن يكون مهتديا فى علمه هاديا حسن القصد ناصحا للخلق بعكس ما عليه أهل الضلال من فساد العلم وسوء القصد وقال : (صاحبكم) ، لينبههم على مايعرفونه منه من الصدق والهداية وأنه لايخفى عليهم أمره وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين . وليس نطقه صادرا عن هوى نفسه بل هو يتبع مايوحى إليه من ربه من الهدى والتقوى فى نفسه وفى غيره ودل هذا على أن السنة وحى من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم .
[٢٥/١, ١١:١٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه فى سورة الطور : (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم)(ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم)(49:48) أى : اصبر يامحمد على قضاء ربك مستسلما لحكمه ، صابرا على أذى المشركين إلى أن يقع بهم العذاب الذى حكمنا عليهم به ، فإنك بمرأى منا وحفظنا ، فلا يصلون إليك بمكروه ، وسبح ربك تسبيحا مقترنا ومتلبسا بحمده ، ومصاحبا له حين تقوم من مجلسك ، أو من منامك ، أو حين تقوم إلى الصلاة ، ومن الليل فسبحه ، وعند السحر فى وقت إدبار النجوم ، فالتسبيح هو الذى يساعد على التحلى بالصبر ، ويعالج ضيق النفس والكرب الذى يضغط عليها .
[٢٦/١, ١١:٣٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقد اشتد الأذى بالنبى صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمه أبا طالب وزوجه خديجة رضى الله عنها وقد سمى هذا العام عام الحزن ، وفى رحلته إلى الطائف لاقى أشد الأذى من المشركين ، فجاء الإسراء به صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس ، ثم المعراج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، حتى وصل إلى سدرة المنتهى ، التى عندها جنة المأوى . فكانت الرحلة تسرية له صلى الله عليه وسلم ، وقد رأى من آيات ربه الكبرى ، ورأى جبريل فى صورته الحقيقية مرتين وهذا ماجاء فى سورة النجم .
[٢٧/١, ١٠:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقد جاء الحديث عن موضوع المعراج الذى كان معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى سورة النجم، والذى رأى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عجائب فى ملكوت الله الواسع ، وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل فى السماء عند سدرة المنتهى قال ابن مسعود : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فى صورته وله ستمائة جناح ، كل جناح منهما قد سد الأفق ، يسقط من جناحه التهاويل والدر والياقوت ماالله به عليم . (أخرجه الإمام أحمد)
[٢٧/١, ١١:٠٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاء الربط بين أذى المشركين للرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الله له بالصبر على ذلك ، وذلك فى قوله سبحانه فى سورة الطور : (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم) ، ثم جاءت الآيات فى سورة النجم بالحديث عن معراج النبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء حتى وصل إلى سدرة المنتهى فى السماء السابعة والتى عندها جنة المأوى ، وجاءت الرحلة بعد أن اشتد الأذى بالنبى صلى الله عليه وسلم ومالاقيه من أهل الطائف ، وقد رأى من آيات ربه الكبرى فى هذه الرحلة ، فقد رأى سدرة المنتهى، والبيت المعمور ، والجنة والنار، ورأى جبريل فى صورته التى يكون عليها فى السماء له ستمائة جناح ، ورأى رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق