من روائع البيان القرآنى : (بلاغة اللفظ القرآنى) استعمال القرآن للفعل : (نزل) و(أنزل) باستقراء آيات القرآن وضح أن استعمال الفعل :(نزل) استعمل مع نزول القرآن لأنه نزل مجزءا وليس جملة واحدة أما التوراة والإنجيل لم يأت هذا اللفظ معهما وإنما استعمل القرآن لفظ : (أنزل) لأن التوراة والإنجيل نزلا جملة واحدة وإليك بيان ذلك : قوله سبحانه : (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل...الآية )(آل عمران)(3) وقوله سبحانه :(ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتابه الذى أنزل من قبل...الآية)(النساء)(136)
ففى آل عمران استعمل مع القرآن (نزل) ومع التوراة والإنجيل استعمل(أنزل) وكذلك فى سورة النساء وأحيانا يستعمل القرآن لنزول القرآن لفظ : (أنزل) فإذا استعمل لنزول القرآن هذا اللفظ فاعلم أن المقصود به القرآن كله ففى قوله سبحانه : (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...الآية)(البقرة)(185) وقوله سبحانه : (إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين)(الدخان)(3) وقوله سبحانه : (إنا أنزلناه فى ليلة القدر)(القدر)(1)
جاء عن ابن عباس قوله : نزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ فى السماء السابعة إلى بيت العزة فى السماء الدنيا جملة واحدة فى ليلة القدر ثم نزل مجزءا فى ثلاثة وعشرين سنة حسب الوقائع. أما فى قوله سبحانه : (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل..الآية) أى وبالحق أنزلنا هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم لأمر العباد ونهيهم وثوابهم وعقابهم وبالصدق والعدل والحفظ من التغيير والتبديل نزل . وقوله سبحانه : (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)(الإسراء)(106) أى وأنزلنا إليك-أيها الرسول- قرآنا بيناه وأحكمناه وفصلناه فارقا بين الهدى والضلال والحق والباطل لتقرأه على الناس فى تؤدة وتمهل ونزلناه مفرقا شيئا بعد شيئ على حسب الحوادث ومقتضيات الأحوال .
فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق