الأربعاء، 6 مارس 2024

وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها

 [٢/‏٣, ٥:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : ( وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)(34)(إبراهيم) 

وقوله سبحانه : (وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم)(18)(النحل) 

قال فى الأولى : (إن الإنسان لظلوم كفار) وقال فى الثانية (إن الله لغفور رحيم) فما سبب ذلك ؟!! وبالرجوع إلى سياق الآيات وتفسير الآيتين  يتضح السبب

[٢/‏٣, ٥:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء قبل الآية الأولى قوله تعالى : (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت كفرا وأحلوا قومهم دار البوار)(جهنم يصلونها وبئس القرار)(وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار)(30:28) جاء فى تفسير اﻵيات : (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا) استفهام للتعجيب أى ألا تعجب أيها السامع من أولئك الذين غيروا نعمت الله بالكفر والتكذيب قال المفسرون : هم [كفار مكة] فقد أسكنهم الله حرمه الآمن وجعل عيشهم فى السعة وبعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعرفوا قدر هذه النعمة وكفروا به وكذبوه

[٢/‏٣, ١٠:٠٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: فابتلاهم الله بالقحط والجدب أخرج البخارى فى التفسير عن ابن عباس أنه قال : هم والله كفار أهل مكة ومحمد صلى الله عليه وسلم  نعمة الله صحيح البخارى  (3/ 184) (وأحلوا قومهم دار البوار) أى أحلوهم فى جهنم يذقون سعيرها وبئست جهنم مستقرا للكافرين ( وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله) أى جعلوا لله شركاء من الأوثان عبدوهم كعبادته ليضلوا الناس عن دين الله ووضح من تفسير الآيتين مناسبة انتهاء الآية  بقوله ( إن الإنسان لظلوم كفار)

[٦/‏٣, ١٠:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الثانية جاءت بعد ذكر عدد من النعم التى أنعم الله بها على عباده بداية من نعمة خلق السموات والأرض وخلق الإنسان وخلق الأنعام وكذلك الخيل والبغال والحمير ونزول الماء من السماء أنزله عذبا فراتا ليشرب منه الإنسان وأخرج منه شجرا إلى آخر ماذكره الله من النعم فى هذه السورة الكريمة وقال القرطبى فى تفسيره : تسمى سورة النحل (سورة النعم) لكثرة ماعدد الله فيها من نعمه على عباده وقال الشيخ السعدى فى تفسيره : هذه السورة تسمى(سورة النعم) فإن الله ذكر فى أولها أصول النعم وقواعدها وفى آخرها متمماتها ومكملاتها

[٦/‏٣, ١٠:٤٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: فناسب قوله سبحانه :(إن الله لغفور رحيم) نهاية الآية جاء فى تفسير اﻵية :(وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها) أى إن تعدوا نعم الله الفائضة عليكم لاتضبطوا عددها فضلا عن أن تطيقوا شكرها(إن الله لغفور رحيم) يرضى منكم باليسير من الشكر مع إنعامه الكثير .

ويمكن القول للجمع بين الآيتين أن الله جل وعلا غفور رحيم لظلم الإنسان يقبل منه اليسير من الشكر ويعطيه الكثير من النعم فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق