الجمعة، 23 فبراير 2024

مثلهم كمثل الذى استوقد نارا

[٢٣/‏٢, ٩:٥٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون)(17)(البقرة) هذا مثل ضربه الله للمنافقين أى مثالهم فى نفاقهم وحالهم العجيبة فيه كحال شخص أوقد نارا ليستدفئ بها ويستضئ فما اتقدت حتى انطفأت وتركته فى ظلام دامس وخوف شديد :( فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم) أى فلما أنارت المكان الذى حوله فأبصر وأمن واستأنس بتلك النار المشعة المضيئة : (ذهب الله بنورهم) أى أطفأها الله بالكلية فتلاشت النار وانعدم النور وأبقاهم فى ظلمات كثيفة وخوف شديد يتخبطون ولايهتدون

[٢٣/‏٢, ١٠:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: قال العلامة ابن القيم : تأمل قوله تعالى : (ذهب الله بنورهم) ولم يقل : (ذهب الله بنارهم) مع أنه مقتضى السياق ليطابق أول الآية : ( استوقد نارا) فإن النار فيها إشراق وإحراق فذهب الله بما فيها من الإشراق وهو (النور) وأبقى مافيها من الإحراق وهو (النارية)!! وتأمل كيف قال : (بنورهم) ولم يقل بضوئهم لأن الضوء زيادة فى النور فلو قيل : (ذهب الله بضوئهم) لأوهم الذهاب بالزيادة فقط دون الأصل !! وتأمل كيف قال : (ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون) فوحد النور وجمع الظلمات فإن الحق واحد وهو :(صراط الله المستقيم) بخلاف طرق الباطل فإنها متعددة ومتشعبة

[٢٣/‏٢, ١٠:١٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولهذا أفرد سبحانه (الحق) وجمع (الباطل) فى آيات عديدة مثل قوله سبحانه : (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور...الآية)(257)(البقرة) وقوله سبحانه : (الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)(1)(الأنعام) 

وقوله تعالى : (وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)(153)(الأنعام) فجمع سبل الباطل ووحد سبيل الحق . فتأمل هذه الروائع لابن القيم .

فسبحان من هذا كلامه !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق