الجمعة، 23 فبراير 2024

صم بكم عمى فهم لايرجعون . لايعقلون

 [٢٢/‏٢, ١٠:٤٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينهما : قوله سبحانه : (صم بكم عمى فهم لايرجعون)(18البقرة)

وقوله تعالى فى نفس السورة: (صم بكم عمى فهم لايعقلون)(جزء من الآية171)

الخلط يقع بين : (لايرجعون)و(لايعقلون)

وبتتبع سياق الآيات فى الموضعين وتفسير الآيات يتضح الفرق بين الموضعين

[٢٢/‏٢, ١٠:٥٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء قبل الآية الأولى قوله تعالى : (مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون)(17) قال ابن كثير : ضرب الله للمنافقين هذا المثل فشبههم فى اشترائهم الضلالة بالهدى وصيرورتهم بعد البصيرة إلى العمى بمن استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله وانتفع بها واستأنس بها وأبصر ما عن يمينه وشماله فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره وصار فى ظلام شديد لايبصر ولايهتدى

[٢٢/‏٢, ١٠:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: فكذلك هؤلاء المنافقون فى استبدالهم الضلالة عوضا عن الهدى واستحبابهم الغى عن الرشد وفى هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا ولذلك ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات الشك والكفر والنفاق لايهتدون إلى سبيل خير ولايعرفون طريق النجاة لذلك لم يستطيعوا الرجوع فناسبت الآية مابعدها فى قوله سبحانه : ( صم بكم عمى فهم لايرجعون) وكذلك ناسبت الآية التى بعدها سياق الآية

[٢٣/‏٢, ١:٤١ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء قوله سبحانه : (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على شئ قدير)(20) جاءت اﻵية مناسبة بعد الآية :(صم بكم عمى فهم لايرجعون)(18) ويتضح ذلك من خلال استعراض تفسير اﻵية : أى يقارب البرق لشدته وقوته وكثرة لمعانه أن يذهب بأبصارهم فيأخذها بسرعة كلما أنار لهم البرق الطريق مشوا فى ضوئه وإذا اختفى البرق وفتر لمعانه وقفوا عن السير وثبتوا مكانهم ولم يستطيعوا الرجوع

[٢٣/‏٢, ١:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: فناسبت الآية الآية قبلها : (صم بكم عمى فهم لايرجعون) 

الآية الثانية جاء قبلها قوله سبحانه : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لايعقلون شيئا ولايهتدون) أى وإذا قيل للمشركين اتبعوا ما أنزل الله على رسوله من الوحى والقرآن واتركوا ما أنتم عليه من الضلال والجهل قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فرد الله عليهم أيتبعون آباءهم ولو كانوا سفهاء أغبياء ليس لهم عقل يردعهم عن الشر فنفى عنهم العقل والإستفهام للإنكار والتوبيخ فناسبت الآية الآية بعدها  وجاءت الآية نفسها مناسبة مع نهايتها

[٢٣/‏٢, ٢:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاءت اﻵية : (ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لايسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لايعقلون)(171) أى ومثل الكفار فى عدم انتفاعهم بالقرآن وحججه الساطعة ومثل من يدعوهم إلى الهدى كمثل الراعى الذى يصيح بغنمه ويزجرها فهى تسمع الصوت والنداء دون أن تفهم الكلام والمراد منه أو تدرك المعنى الذى يقال لها فهؤلاء الكفار كالدواب السارحة لايفهمون ماتدعوهم إليه ولايفقهون فهم لاعقل لهم

[٢٣/‏٢, ٢:١٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: يسمعون القرآن ويصمون عنه الآذان (إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا) ولهذا قال تعالى : (صم بكم عمى فهم لايعقلون) أى صم عن سماع الحق بكم أى خرس عن النطق به عمى عن رؤيته فهم لايفقهون مايقال لهم لأنهم أصبحوا كالدواب لاعقل لهم وخلاصة المثل مثل  الذين كفروا كالبهائم التى لاتفقه مايقول الراعى أكثر من سماع الصوت دون أن تفهم المعنى فناسب لفظ : (لايعقلون) الآية . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق