[٩/٢, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (قال رب انصرني بما كذبون)(26)(39)(المؤمنون) تكررت الآية مرتين فى سورة المؤمنون الأولى فى حق نوح عليه السلام والثانية فى حق هود عليه السلام وجاءت الآية فى سورة العنكبوت فى حق لوط عليه السلام : (قال رب انصرني على القوم المفسدين)(30) والآيات الثلاث مما يخلط الحفاظ بينهم وبالرجوع إلى سياق الآيات يتضح سبب انفراد موضع العنكبوت واتفاق موضعى المؤمنون
[١٠/٢, ٩:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الموضع الأول فى حق نوح عليه السلام فقد جاء قبل الآية قوله تعالى : (فقال الملؤا الذين كفروا من قومه ماهذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ماسمعنا بهذا فى آبائنا الأولين)(إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين)(25:24) فاتهموا نوحا بالكذب وأنه يريد أن يطلب الرياسة والشرف عليكم بدعواه النبوة لتكونوا أتباعا له ولو أراد الله أن يبعث رسولا لبعث ملكا ولم يكن بشر فلما اتهموه بالكذب ناسبت الآية:(قال رب انصرني بما كذبون)
[١٠/٢, ٩:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثانى جاء قبل الآية قوله تعالى : (إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا ومانحن له بمؤمنين) أى ماهو إلا رجل كاذب يكذب على الله فيما جاءكم به من الرسالة والإخبار بالمعاد ولسنا له بمصدقين فيما يقوله فلما رموه بالكذب ناسب قوله سبحانه :(قال رب انصرني بما كذبون) سياق الآيات
أما فى موضع العنكبوت اختلف الأمر فقد جاء قبل الآية قوله تعالى : (ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين)(أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر)(29:28)
[١٠/٢, ٩:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير الآيتين : أى إنكم يامعشر القوم لترتكبون الفعلة القذرة ماسبقكم بها أحد من الخلق إنكم لتأتون الذكور من دون النساء وتقطعون الطريق على المارة بالقتل وأخذ المال قال ابن كثير : كانوا يقفون فى طريق الناس يقتلونهم ويأخذون أموالهم . وتفعلون فى مجلسكم مالايليق من أنواع المنكرات علنا وجهارا قال مجاهد : كانوا يأتون الذكور أمام الملأ يرى بعضهم بعضا وقال ابن عباس : كانوا يحذفون بالحصى من مر بهم مع الفحش فى المزاح وحل الإزار والصفير وغيره من القبائح
[١٠/٢, ١٠:٠٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وكل هذا من الإفساد فى الأرض بل هو من أبشع الإفساد فناسب قوله سبحانه : (قال رب انصرني على القوم المفسدين) أى قال لوط رب أهلكهم وانصرنى عليهم فإنهم سفهاء مفسدون لايرجى منهم خير ولاصلاح وقد أغرقوا فى الغى والفساد فناسبت الآية سياق الآيات واعلم أن نبيا من الأنبياء ماطلب هلاك قوم إلا إذا علم أن عدمهم خير من وجودهم . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق