[١٧/٢, ١٠:٥١ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ : قوله سبحانه : (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون)(البقرة)(12)
وقوله تعالى : (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)(13)
والخلط يقع بين (لايشعرون)وبين
(لايعلمون )
ويتضح الفرق من خلال سياق الآيات وتفسير كل آية فالفهم لكل آية ومعرفة تفسيرها ييسر بإذن الله عدم الخلط بينهما وهذا أصل فى كل من يريد حفظ القرآن وهذا من باب التدبر كما قال تعالى :(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)(29)(سورةص)
[٢١/٢, ١٠:٣٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء قبل الآية الأولى قوله تعالى : (وإذا قيل لهم لاتفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)(11) ومعنى الآية أى إذا قال بعض المؤمنين للمنافقين لاتسعوا فى الأرض بالإفساد بإثارة الفتن والكفر والصد عن سبيل الله قالوا ليس شأننا الإفساد أبدا وإنما نحن أناس مصلحون نسعى للخير والصلاح قال البيضاوى تصوروا الفساد بصورة الصلاح لما فى قلوبهم من المرض فكانوا كمن قال الله فيهم : (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا...الآية)(فاطر 8)
[٢١/٢, ١٠:٥٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولذلك رد الله عليهم أبلغ رد بتصدير الجملة بحرفى التأكيد(ألا) المنبهة و (إن) المؤكدة وتعريف الخبر (المفسدون) والتأكيد بضمير الفصل(هم) فقال :(ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون) أى ألا فانتبهوا أيها الناس إنهم هم المفسدون حقا لاغيرهم ولكن لا يحسون لانطماس نور الإيمان فى قلوبهم والشعور هو أقل الإحساس فالمفسد كل الناس يعرفون أنه مفسد إلا هو يظن أنه مصلح وهكذا فى كل زمان تجد هذا الأمر جلى يعرفه كل عاقل
[٢١/٢, ١١:٠٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاءت الآية الثانية فى قوله سبحانه : (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)(13) أى وإذا قيل للمنافقين : آمنوا إيمانا صادقا لايشوبه نفاق ولارياء كما آمن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قالوا أنؤمن(والهمزة الأولى للإنكار مع السخرية والاستهزاء) كإيمان هؤلاء الجهلة أمثال {صهيب وعمار وبلال) فاتهموا الصحابة بالجهل فجاء الرد من الله أنهم هم الجهلة السفهاء ولكن لا يعلمون بحالهم فى الضلالة والجهل وذلك أبلغ فى العمى والبعد عن الهدى
[٢١/٢, ١١:١٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقد أكدت الآية ونبهت على حصر السفاهة فيهم كالآية السابقة بحرفى التأكيد (ألا) المنبهة و(إن) المؤكدة وتعريف الخبر (السفهاء) وتوسط ضمير الفصل (هم) .
قال البيضاوى فى تفسيره : وإنما سفهوا المؤمنين أمثال صهيب وعمار وبلال رضى الله عنهم لاعتقادهم فساد رأيهم أو لتحقير شأنهم فإن أكثر المؤمنين كانوا فقراء ومنهم موالى كصهيب وبلال .
فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق