قوله تعالى(ياآيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم) جاء في تفسير السعدي ان من اتقى الله حصل له اربعة اشياء كل منها خير من الدنيا ومافيها : الفرقان وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الحق والباطل والحلال والحرام الثاني:تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وكل واحد منهما داخل في الثاني عند اﻻطلاق وعند اﻻجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر ثم اﻻجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه واثر رضاه على هوى نفسه ومثل هذه اﻻية وغيرها إما ان تنهي ب غفور رحيم او غيرها من صفات الله فإذا كانت اﻻية فيها اكثر من امر مثل التي معنا انتهت بصفة تشمل كل ما جاءت بها اﻻية واليك امثلة على ذلك حتى يتبين لك اﻻمر قوله تعالى(يوم ﻻيخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير)التحريم8 فهو سبحانه قادر على اتمام النور للنبي والمؤمنين وقادر على مغفرة الذنوب . قوله تعالى(ربنا ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)فأنت سبحانك عزيز حكيم في أن ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا وان تغفر لنا ذنوبنا ، قوله تعالى في سورة التوبة(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أؤلئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)اﻻ ترى ان اﻻمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيه عز ورفعة للاسلام وكذلك طاعة الله ورسوله، وقوله سبحانه في سورة التوبة الذي يشبه هذه ولكنه اشتمل على أمر واحد لذلك انتهت اﻻية(إن الله غفور رحيم)وهو قوله عز وجل(ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول اﻻ إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم). وقوله تعالى في سورة البقرة(لله ما في السموات واﻷرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير) فمن تمام قدرته سبحانه أن يحاسبنا على مافي أنفسنا سواء أبديناه أو أخفيناه قادر أن يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والحمد لله فقد عفا عنا بما جاء بعدها من اﻻيات ،وأيضا ﻻتنتهي اﻵية بالمغفرة إذا بدأت بالعذاب امثلة ذلك قوله تعالى في سورة المائدة(هو موضع وحيد في القرآن)(ألم تعلم أن الله له ملك السموات واﻷرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شئ قدير)وﻻيصلح أن تنهى اﻵية ب(غفور رحيم)لانها بدأت بالعذاب وسبب ذلك ما سبقها من ايات فقد تحدثت عن حد السارق والسارقة بقطع أيديهما وعن حد الحرابة فناسب ذلك البدء بالعذاب. وقوله سبحانه في آخر المائدة على لسان عيسى عليه السﻻم(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). وقوله تعالى في سورة التوبة(وآخرون مرجون ﻹمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم) وفي غير ماذكرنا تنتهي ب(غفور رحيم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق