الأحد، 26 فبراير 2017

إن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه - إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (لله مافي السموات ومافي اﻷرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...) اﻵية 284 البقرة ،
وقوله تعالى ( قل إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم مافي السموات وما في اﻷرض والله على كل شئ قدير ) آل عمران 29 ، في البقرة قدم اﻹبداء على اﻹخفاء ، وفي آل عمران قدم اﻹخفاء على اﻹبداء ، فما سبب ذلك ؟
في البقرة قال (يحاسبكم به الله) ، وفي آل عمران قال (يعلمه الله) ، فلما قال يحاسبكم قدم اﻹبداء ، ولما قال يعلمه قدم اﻹخفاء ، وسبب النزول : لما نزل قوله  تعالى (وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) اﻵية ، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله فقالوا : كلفنا من اﻷعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزلت عليك هذه اﻵية وﻻنطيقها !!
فقال صلى الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : (سمعنا وعصينا) ؟ قولوا (سمعنا وأطعنا) فلما قرأها القوم وجرت بها ألسنتهم ،
أنزل الله تعالى :(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ) ونسخها الله تعالى فأنزل (ﻻيكلف الله نفسا إﻻ وسعها) ، فالحمدلله على المحاسبة على اﻹبداء دون اﻹخفاء ، أما في آل عمران فقد سبقها قوله تعالى ( ﻻيتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ..) وهذا من اﻹخفاء ، كما جاء في أول السورة قوله تعالى(إن الله ﻻ يخفى عليه شئ في اﻷرض وﻻفي السماء ) آية 5 ،
كما أنه ختم اﻵية بقوله (ويعلم مافي السموات ومافي اﻷرض) . فكل كلمة جاءت في مكانها المناسب بها . فسبحان من هذا كلامه !!!!!

وجعل منها زوجها - ثم جعل منها زوجها

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاﻻ كثيرا ونساء ...) اﻵية سورة النساء 1 ،
وقوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها  فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به ...) اﻵية سورة اﻷعراف 189،
وقوله تعالى في سورة الزمر (خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها ...) اﻵية 6  ، جاء في سورة النساء (وخلق منها زوجها)،  وفي اﻷعراف (وجعل منها زوجها) ،
وفي الزمر (ثم جعل منها زوجها) ، فما الفرق بين الواو وثم ؟
في سورتي النساء واﻷعراف تحدثتا عن خلق آدم أبو  البشر عليه السلام وخلق منه زوجه حواء ونشر من ظهر آدم وحواء بالتناسل رجاﻻ كثيرا ونساء كثيرات ،
وفي اﻷعراف ذكر كذلك خلق آدم وحواء ليأنس بها ويأوي إليها ،
فلما واقعها وجامعها - والمراد به : جنس الزوجين من ذرية آدم - حملت ،
وبث الذرية والجماع والحمل ليس له وقت محدد وﻻ زمن بل هو في كل وقت ، فجاء بالواو وهي ( لمطلق الجمع) فهي احتمالية المعنى
أما في سورة الزمر فذكر خلق أدم عليه السلام وحواء ،  فخلق آدم ثم خلق منه زوجه حواء بعد مدة زمنية  فجاء ب(ثم) التي معناها التراخي . فناسب كل حرف مكانه ، فسبحان من هذا كلامه !!!!

من يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته - من يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) آية9 التغابن
 وقوله تعالى( رسوﻻ يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) سورة الطلاق آية 11
زاد في التغابن (يكفر عنه سيئاته )  وسبب ذلك والله أعلم ماجاء قبلها من اﻵيات
قوله تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ) آية 2 وقوله تعالى (ألم يأتكم نبؤا الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم)أية 5 وقوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتبنؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) آية 7
ثم دعاهم إلى اﻹيمان بالله ورسوله بقوله تعالى (فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير ) آية 8
فمن استجاب منهم وآمن أوﻻ يكفر عنه سيئاته ثم يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار فناسب زيادة (يكفر عنه سيئاته ) أما في سورة الطلاق فقد قال (ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) فهم مؤمنون فناسب قوله (يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار) دون الزيادة التي في التغابن (يكفر عنه سيئاته ) فسبحان من هذا كلامه

الجمعة، 24 فبراير 2017

إن الله ﻻيهدي القوم الفاسقين - والله ﻻيهدي القوم الفاسقين

قوله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله ﻻيهدي القوم الفاسقين ) سورة المنافقون اية 6          
(إن الله ﻻيهدي القوم الفاسقين ) موضع وحيد في القرآن  وباقي المواضع (والله ﻻيهدي القوم الفاسقين)  والتأكيد بإن في مكانه حيث أن هذا باب مغلق ومن لطف الله وكرامته لرسوله صلى الله عليه وسلم أنهم أى المنافقون 
لم يأتوا إليه فيستغفر لهم فقد جاء قبل هذه اﻵية قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون)  ولن يغفر الله لهم ﻷنهم قوم فاسقون خارجون عن طاعة الله مؤثرون الكفر على اﻹيمان

الأحد، 19 فبراير 2017

سورة الحج

مع روائع البيان القرأني وتأملات في سور القرآن (سورة الحج) ، قيل أنها مكية وقيل مدنية ، وقد بدأت بذكر الناس (ياأيها الناس اتقوا ربكم) ، وانتهت بذكر الناس (وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ...) اﻵية 78 ،
وبدأت بالنداء للناس (ياأيها الناس اتقوا ربكم) ، وانتهت أيضا بالنداء للناس (ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له......) اﻵية 73 ،
وما أروع الندائين بداية وختاما ، فاﻷول خطاب لجميع البشر بتقواه وعبادته وحده ، واﻷخير بيان حقارة مايعبدون من اﻷصنام وأنها ﻻتضر وﻻتنفع وأنها لن تقدر على خلق ذبابة على ضعفها ، وإن اجتمعت على ذلك ، فكيف يليق بالعاقل جعلها آلهة؟ وعبادتها من دون الله ! قال القرطبي : وخص الذباب ﻷربعة أمور : لمهانته ، وضعفه، وﻻستقذاره ، وكثرته ، فإذا كان هذا الذي هو أضعف الحيوان وأحقره ، ﻻيقدر من عبدوهم من دون الله على خلق مثله ودفع أذيته ، فكيف يجوز أن يكونوا آلهة معبودين ، وأربابا مطاعين ؟ وهذا من أقوى الحجة وأوضح البرهان . (القرطبي 97/12) ، وقد تكرر لفظ (الناس) في السورة ( 15 مرة) .فسبحان من هذا كلامه !!!! وهذا أول التأملات في السورة الكريمة 


مع روائع البيان القرآني وتأملات في سور القرآن (3) سورة الحج ،بدأت السورة الكريمة بمطلع عنيف مخيف ، ترتجف له القلوب ، وتطيش لهوله العقول ،  ذلكم هو الزلزال العنيف بين يدي الساعة ، وقد تحدثت السورة عن بعض مشاهد يوم القيامة في أكثر من آية ، وأقرب شبه ﻹجتماع الناس في يوم القيامة للحساب حفاة عراة غرﻻ هو يوم عرفة ، فقد اجتمع المسلمون من صوب وقد تجردو من ملابسهم ولبسوا ثوب واحد وتجمعوا في صعيد واحد وتركوا مساكنهم ومنصابهم يرجون رحمة ربهم ويخشون عذابه . وإليك اﻵيات التي تحدثت عن يوم القيامة في السورة ، وهي اﻵية اﻷولى من السورة (ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة شئ عظيم) ، وقوله( ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث... )اﻵية 5 ، وقوله (وأن الساعة آتية ﻻريب فيها وأن الله يبعث من في القبور) آية 7 ، وقوله (ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق)آية 9 ، وقوله (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها اﻷنهار إن الله يفعل مايريد ) آية 14 ، وقوله (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد) آية 17

مع روائع البيان القرآني وتأملات في سور القرآن ، (2) سورة الحج ، تحدثت السورة عن أصناف من الناس ، وذلك في اﻵيات التالية : في قوله تعالى(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ) آية 3 ، وقوله تعالى(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم وﻻهدى وﻻ كتاب منير) آية 8 ، وقوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا واﻵخرة ذلك هو الخسران المبين) آية 11  ، هذه أصناف ثلاثة ذكرتها السورة ،فلأول يخاصم وينازع في قدرة الله وصفاته ، بغير دليل وﻻ برهان ، ويقول ما ﻻ خير فيه من اﻷباطيل ، نزلت في(النضر بن الحارث) ، واﻵية عامة له وﻷضرابه من العتاة المتمردين . أما الصنف الثاني يجادل في شأن الله من غير تمسك بعلم صحيح يهدي إلى المعرفة ، وﻻ كتاب نير يبين الحجة ، بل مجرد الرأى والهوى ، أما الصنف الثالث :فهو يعبد الله على جانب وطرف من الدين قال الحسن : هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه . والسؤال لماذا جاءت هذه اﻷصناف في سورة الحج ؟!!!  واﻹجابة ﻷنها موجودة جميعا في الحج ، ففي فريضة الحج يجتمع المسلمون كلهم في صعيد واحد على اختلافهم منهم أهل السنة والجماعة ومنهم فرق مختلفة ، من الصوفية عباد القبور ،
والروافض وغيرهم وهم ﻻ يخرجون عن هذه اﻷصناف أما أهل السنة والجماعة ، الفرقة الناجية فقد ذكرهم الله في قوله (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها اﻷنهار إن الله يفعل مايريد) آية 14 .وقد قال ابن عمر لما نظر إلى أهل الموقف يوم عرفة : الركب كثير والحجيج قليل .


وقوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نارا يصب من فوق رءوسهم الحميم ) (يصهر به مافي بطونهم والجلود)(ولهم مقامع من حديد )(كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق) (أن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها اﻷنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) اﻵيات 23/19 ، وقوله (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)آية 47 ،
 وقوله (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم) (والذين سعوا في آياتنا معاجزين أؤلئك أصحاب الجحيم) اﻵيتان 51/50 ،  وقوله (وﻻيزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم )
(الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم )
(والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأؤلئك لهم عذاب مهين)
(والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين )
( ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم) اﻵيات 59/55 ،
وقوله (الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ) آية 69 ،
وقوله (وإذا تتلى عليهم أياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير )آية72
فهذه اثنان وعشرون آية (22)  من ثمانية وسبعين أية(78) عدد آيات السورة الكريمة تحدثت عن يوم القيامة . فسبحان من هذا كلامه !!!!!


من روائع البيان القرآني وتأملات في سور القرآن [4] سورة الحج : ابتدأت السورة الكريمة بمطلع عنيف مخيف ، ترتجف له القلوب ، وتطيش لهوله العقول ، ذلكم هو الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة ، وقد ذكر الله في آخر السورة أمورا للنجاة من هذا الزلزال وذلك في قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتابكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو موﻻكم فنعم المولى ونعم النصير)78/77 ،
فإذا أردت النجاة من هذا الزلزال فعليك بهذه اﻷمور ففيها النجاة والفلاح وبهذا جاء مطلع سورة المؤمنون التي بعد سورة الحج (قد أفلح المؤمنون) ، وقد أمرنا الله في آخر سورة الحج بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ،
وبين لنا كيفية ذلك في أول سورة المؤمنون في قوله تعالى ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) آية 2 (والذين هم للزكاة فاعلون) آية 4 .
 فسبحان من هذا كلامه !!!!!

الخميس، 16 فبراير 2017

ﻻيشعرون - ﻻيعلمون

قوله تعالى (وإذا قيل لهم ﻻتفسدوا في اﻷرض قالوا إنما نحن مصلحون)  (أﻻ إنهم هم المفسدون ولكن ﻻيشعرون) آية 9 :10 سورة البقرة   وقوله (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء أﻻ إنهم هم السفهاء ولكن  ﻻيعلمون ) آية 12 سورة البقرة  والفرق بين ولكن ﻻيشعرون وبين ولكن ﻻيعلمون والشعور هو اﻻحساس مأخوذ من الشعار وهو مما يلي الجسد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رداءه لأم عطية لما كانت تغسل ابنته زينب وقال اشعرنها اياه  فالشعور هو ادنى العلم فيدرك ويحس بدون الحاجة إلى فكر وتدبر فيشترك في هذا العاقل وغير العاقل وهذا حال المفسد في اﻷرض في كل زمان  مكان يفسد  في اﻷرض وﻻيشعر أنه مفسد قال تعالى (إن فرعون علا في اﻷرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين) القصص 3 ومع هذا اﻹجرام قال فرعون على كليم الله موسى انه مفسد في اﻷرض قال تعالى (وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في اﻷرض الفساد) غافر 26  أما ولكن ﻻيعلمون فقد نفى المنافقون العلم عن المؤمنين ونسبوهم إلى السفه فرد الله عليهم ونفي عنهم العلم  وحال المنافقين هذا بينه الله لنا في  قوله (أفمن زين له سوء عمله فراءه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء    ،،،،،، ) اﻵية سورة فاطر 8

تتلى عليهم آياتنا - تتلى عليهم آياتنا بينات

قوله تعالى(وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إﻻ أساطير اﻷولين) إنفردت اﻵية بكلمة آياتنا بدون بينات
وقد وردت (آياتنا بينات في7مواضع) :قوله تعالى في سورة يونس(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين ﻻيرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله)آية15 وقوله تعالى في سورة مريم(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا)(73) وقوله عز وجل (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر ......)(الحج72) وقوله تعالى(فلما جاءهم موسى بآياتنا  بينات قالوا ماهذا إﻻ  سحر مفترى وماسمعنا بهذافي آبائنا اﻷولين)(القصص36) وقوله تعالى(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ماهذا إﻻ رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آبائكم........)(سبأ43)  وقوله تعالى(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إﻻ أن قالوا ائتوا بأبائنا إن كنتم صادقين)(الجاثية25)  وقوله سبحانه(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين)(اﻷحقاف7) وعن سبب انفراد سورة اﻷنفال بآيتنا بدون بينات بحثت في أكثر من كتاب فلم أجدها فلعل ذلك لسرعة تكذبيهم فبمجرد سماعهم للآيات كذبوها سواء واضحة أم غير واضحة وقد صرحوا بأنهم سمعوا والحقيقة أنهم لم يسمعوا إنما هو الكبر والعناد ودليل ذلك في نفس السورة(ياآيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله وﻻتولوا عنه وأنتم تسمعون وﻻتكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم ﻻيسمعون)(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ولو علم الله فيهم خيرا ﻷسمعهم ولوأسمعهم لتولوا وهم معرضون) . والجدير بالذكر جاء في القران(آيات مبينات)وقد جاءت في 3مواضع موضعين في سورة النور(و لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثﻻ من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين)(34) وقوله تعالى(لقد أنزلنا آيات مبيات والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم)(46) وجاءت بالميم وهي أوسع في المعنى من بينات


الموضع الثالث (آيات مبينات) في سورة الطلاق في قوله تعالى (رسوﻻ يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى االنور  ....) آية 11

السبت، 11 فبراير 2017

وما أنت بهادي العمي - وما أنت بهاد العمي

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة النمل آية 80 (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إﻻ من يؤمن بأياتنا فهم مسلمون) وقوله تعالى في سورة الروم آية 53 (وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إﻻ من يؤمن بأياتنا فهم مسلمون)  في سورة النمل قال (بهادي) وفي الروم قال (بهاد) فزاد الياء في النمل وحذفها في الروم وباستقراء السورتين تعرف سبب زيادة الياء في سورة النمل فقد جاء قبلها قوله تعالى (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون )
(وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين )  76/77 جاء في تفسير اﻵيتين إن هذا القرآن المنزل على خاتم الرسل لهو الكتاب الحق الذي يبين ﻷهل الكتاب مااختلفوا فيه من أمر الدين ومن جملته اختلافهم في أمر المسيح وتفرقهم فيه فرق كثيرة حتي لعن بعضهم بعضا فلو كانوا منصفين ﻷسلموا ﻷن القرآن جاءهم بالرأي الساطع والخبر القاطع وبعد هذا البيان
(وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم) فزاد الياء للتأكيد .

وفي سورة الروم لم يأت قبل اﻵية مثلما جاء في سورة النمل فجاءت (بهاد) بدون الياء ؛ كما أن سورة النمل هي إحدى سور ثلاث نزلت متتالية ووضعت في المصحف متتالية وهي: (الشعراء ،النمل ، القصص) ويكاد يكون منهاجها واحدا في سلوك مسلك الموعظة والعبرة عن طريق قصص الغابرين واهلاك اﻷمم المكذبة للرسلهم فقد ذكرت باﻹجمال قصة موسى وقصة صالح وقصة لوط ومانال أقوامهم من العذاب والنكال بسب إعراضهم عن دعوة الله وهذا لم يأت في سورة الروم فكان مناسبا زيادة الياء في سورة النمل وحذفها من سورة الروم

الخميس، 9 فبراير 2017

فجعلناهم اﻷخسرين - فجعلناهم اﻷسفلين

قوله تعالى في سورة اﻷنبياء آية 69 (وأرادوا به كيدا فجعلناهم اﻷخسرين ) وقوله عز وجل في سورة الصافات آية 98 (فأرادوا به كيد فجعلناهم اﻷسفلين) كل موضع جاء مناسب في مكانه فإن الجزاء من جنس العمل وتوضيح ذلك في سورة اﻷنبياء جاء قبل اﻵية  قوله (قالوا حرقوه وانصروا آلهلتكم إن كنتم فاعلين)  فرد الله عليهم انهم اﻷخسرين ﻻتهم قالوا وانصروا آلهتكم  أما في سورة الصافات فقدجاء قبل اﻵية قوله (قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم)  واﻹلقاء يكون من أعلى الى أسفل ويكون بسرعة فأنت لو ألقيت حجرا من مكان عال ينحدر بسرعة  فرد الله عليهم أنهم هم اﻷسفلين وجاء بالفاء التى تدل على السرعة (فأرادوا) فالجزاء من جنس العمل

الله ذو الفضل العظيم -إن الله عزيز حكيم - إن الله غفور رحيم

قوله تعالى(ياآيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم) جاء في تفسير السعدي ان من اتقى الله حصل له اربعة اشياء كل منها خير من الدنيا ومافيها : الفرقان وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الحق والباطل والحلال والحرام الثاني:تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وكل واحد منهما داخل في الثاني عند اﻻطلاق وعند اﻻجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر ثم اﻻجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه واثر رضاه على هوى نفسه ومثل هذه اﻻية وغيرها إما ان تنهي ب غفور رحيم او غيرها من صفات الله فإذا كانت اﻻية فيها اكثر من امر مثل التي معنا انتهت بصفة تشمل كل ما جاءت بها اﻻية واليك امثلة على ذلك حتى يتبين لك اﻻمر قوله تعالى(يوم ﻻيخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير)التحريم8 فهو سبحانه قادر على اتمام النور للنبي والمؤمنين وقادر على مغفرة الذنوب  . قوله تعالى(ربنا ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)فأنت سبحانك عزيز حكيم في أن ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا وان تغفر لنا ذنوبنا ، قوله تعالى في سورة التوبة(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أؤلئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)اﻻ ترى ان اﻻمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيه عز ورفعة للاسلام وكذلك طاعة الله ورسوله،  وقوله سبحانه في سورة التوبة الذي يشبه هذه ولكنه اشتمل على أمر واحد لذلك انتهت اﻻية(إن الله غفور رحيم)وهو قوله عز وجل(ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول اﻻ إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم).   وقوله تعالى في سورة البقرة(لله ما في السموات واﻷرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير) فمن تمام قدرته سبحانه أن يحاسبنا على مافي أنفسنا سواء أبديناه أو أخفيناه قادر أن يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والحمد لله فقد عفا عنا بما جاء بعدها من اﻻيات ،وأيضا ﻻتنتهي اﻵية بالمغفرة إذا بدأت بالعذاب امثلة ذلك قوله تعالى في سورة المائدة(هو موضع وحيد في القرآن)(ألم تعلم أن الله له ملك السموات واﻷرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شئ قدير)وﻻيصلح أن تنهى اﻵية ب(غفور رحيم)لانها بدأت بالعذاب وسبب ذلك ما سبقها من ايات فقد تحدثت عن حد السارق والسارقة بقطع أيديهما وعن حد الحرابة فناسب ذلك البدء بالعذاب. وقوله سبحانه في آخر المائدة على لسان عيسى عليه السﻻم(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).    وقوله تعالى في سورة التوبة(وآخرون مرجون ﻹمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم) وفي غير ماذكرنا تنتهي ب(غفور رحيم)

ياأيها النبي - ياأيها الرسول - ياأيها المزمل

من روائع البيان القرآني وجميل الخطاب وروعته وحسنه وقل ماشئت من ألفاظ فلن تعطي الكلام حقه وهو مخاطبة رب العزة لصفيه من خلقه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فما خاطبه في القرآن باسمه مجردا فقال(ياأيها النبي) (ياأيها الرسول)(ياأيها المزمل) (ياأيها المدثر) ولما خاطب اﻷنبياء قال (ياآدم) (ياعيسى) (ياموسى) (يادواد) ومن جميل خطابه سبحانه لصفيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم لما أخبره أنه أرسله الى الناس في اﻵيات التي تحدثت عن ذلك وهي 9 مواضع دائما يقدم بشيرا على نذيرا أو مبشرا على نذيرا وهذا من روعة وجميل الخطاب ومن هذه اﻵيات قوله تعالى (وماأرسلناك إﻻ مبشرا ونذيرا)الفرقان 56  وقوله تعالى( ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) سورة اﻷحزاب 45 وهكذا كل المواضع . أما لما أخبر النبي عن نفسه قدم نذير على بشير وذلك في موضعين في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى   ( قل ﻻأملك لنفسي نفعا وﻻضرا إﻻ ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب ﻻستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إﻻ نذير وبشير لقوم يؤمنون )  سورة اﻷعراف آية 188 والموضع الثاني قوله تعالى          (أﻻ تعبدوا إﻻ الله إنني لكم منه نذير وبشير) سورة هود أية 2  وهو في ذلك صلى الله عليه وسلم  مطيع وممتثل ﻹمر ربه فقد أمره الله وأوحى إليه بذلك فقال (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين) سورة يونس آية 2 وحيث  أنه صلى الله عليه وسلم أرسل الى قوم على الشرك والكفر فكان مناسبا تقديم  نذير على بشير فسبحان من هذا كلامه !!!!