(سورة المائدة)
[٤/٢, ١١:١٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة المائدة : (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما والله على كل شيء قدير)(وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير)( 18:17)الخلط يحصل بين نهاية الآيتين : (والله على كل شيء قدير) و(وإليه المصير)
[٤/٢, ١١:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومن خلال تفسير الآيتين يتبين الفرق بين الموضعين : الآية الأولى جاءت فى شأن عيسى عليه السلام حيث جعلت النصارى المسيح إلها وهم فرقة من النصارى ، زعموا أن الله حل فى عيسى ، ولهذا نجد فى كتبهم :
(وجاء الرب يسوع) ويسوع عندهم هو عيسى ، فبينت الآية أن عيسى عبد لله ، فمن الذى يستطيع أن يدفع عذاب الله عن أهل الأرض ، لو أراد الله أن يهلك المسيح وأمه ومن فى الأرض جميعا ، ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق مايشاء ، فهو قادر على أن يخلق مايريد ، ولذلك خلق عيسى بلا أب فهو سبحانه لايعجزه شيئ ، وهو على كل شيء قدير ، فناسبت نهاية الآية سياقها .
[٥/٢, ١٠:٠٦ ص] حسن أحمد حسن سليمان: الآية الثانية جاء فيها ادعاء اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه وأنهم شعب الله المختار قال ابن كثير : أى نحن منتسبون إلى أنبيائه، وهم بنوه ، وله بهم عناية خاصة وهو يحبنا (قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق) أى أنتم كسائر البشر ، وهو سبحانه الحاكم فى جميع عباده ، وكل خلقه مرجعهم إليه ، وسيحكم بينهم ، وسوف يتبين لكم يا معشر اليهود والنصارى من هم أحباء الله فناسبت نهاية الآية سياقها . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق