[١/٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة البقرة : (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون)(76) وقوله سبحانه فى سورة آل عمران : (ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ماأوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)(73) الخطأ الذى يقع فيه الحفاظ بزيادة : ( به) فى موضع آل عمران . وبالرجوع إلى تفسير الآيات يتبين الفرق بين الموضعين .
[١/٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: جاءت اﻵية الأولى فى سياق الحديث عن اليهود أنهم إذا لقوا الذين آمنوا ، قالوا بلسانهم : آمنا بالذى آمنتم به ، وإن صاحبكم صادق ، وإنا نجد نعته فى التوراة ، وإذا اجتمع منافقوا اليهود إلى رؤسائهم منفردين بهم ، مائلين إليهم ، لامهم رؤسائهم على ذلك ، وقالوا : أتحدثون المؤمنين بما فتح الله عليكم من فهم معانى نصوص توراتكم فى صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه حق وصدق ، ليخاصمكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحتجوا عليكم بقولكم وتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة ، أليست لكم عقول تمنعكم من أن تحدثوهم بما يكون لهم فيه حجة عليكم .
[١/٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: وتبين من تفسير اﻵية مناسبة : (به) لسياق آية البقرة ، وقد رد الله على سفه عقولهم فى الآية التى بعدها وذلك فى قوله تعالى : ( أو لايعلمون أن الله يعلم مايسرون ومايعلنون)(77) ، جاء فى تفسير اﻵية : أيلومونهم على تحديث المؤمنين بما فى التوراة مخافة المحاجة ، ولايعلم اليهود أن الله يعلم مايخفون ومايظهرون ، فيظهر للمؤمنين مايخفونه بواسطة الوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فتحصل المحاجة ويقع التبكيت ، فأى فائدة لهم فى اللوم والعتاب ؟ !
[١/٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: وجاء الموضع الثانى فى آل عمران بعد قوله سبحانه : (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون)(72) أى : وقالت جماعة من اليهود : ادخلوا فى دين محمد وأظهروا الإسلام أول النهار باللسان دون اعتقاد بالقلب ، حتى تتم الثقة بكم والاطمئنان إليكم ، ثم اكفروا آخر النهار ، بعد أمد قصير ، وإنا إذا ألقينا هذه الشبهة لعل أصحاب محمد يشكون فى دينهم ، ويقولوا : إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة وعيب فى دين الإسلام ، فيرجعوا إلى الكفر بعد الإيمان .
[١/٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: ثم جاءت الآية : (ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ماأوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)(يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)(74:73) : جاء فى تفسير اﻵية : أى : قال قادتهم من أحبارهم وعلمائهم لمن وجهوهم للقيام بمكيدة النفاق : ولاتصدقوا منقادين حقا ، مسلمين صدقا إلا لمن وافق ملتكم التى أنتم عليها ، وهى اليهودية متبعا لكم . قل لهم - يارسول الله- إن الهدى هدى الله ، فليس هدى موسى أو أحد من بنى إسرائيل.
[١/٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: والله يصطفى لتبليغ هداه من يشاء ، أترفضون هدى الله الذى أنزله على رسوله محمد حسدا من عند أنفسكم ، وكراهية أن يؤتى أحد من خلق الله مثلما أوتيتم من اصطفاء رسل منكم ، وإنزال هدى الله عليهم ؟ أتكتمون الحق الذى عندكم عن المسلمين وأنتم تعلمونه ، خشية أن يحاجوكم عند ربكم ، أليس الله عليما بكل ماتعلنون وما تسرون؟ فناسب سياق الآية عدم ذكر : (به) ، كما ناسب ذكرها فى آية البقرة فى قوله سبحانه: (وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون)(76) . فجاء كل لفظ مكانه المناسب به . فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق