الخميس، 6 فبراير 2025

الفرق بين :(العبيد)(العباد)

 [٥/‏٢, ١١:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : 

(بلاغة اللفظ القرآنى) : 

(عبيد) (عباد) : لفظ العبيد يشمل البر والفاجر ، فكل الناس مؤمنهم وكافرهم عبيد لله ، لذلك جاء استعمال لفظ فى القرآن فى نفى الظلم ، كقوله تعالى : (وماربك بظلام للعبيد) ، وقد جاء اللفظ فى خمس مواضع من القرآن : قوله سبحانه :(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)(182)(آل عمران) وأيضا نفس الآية فى سورة الأنفال : (51) وقوله سبحانه فى سورة الحج : (ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد)(10)

[٥/‏٢, ١١:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه فى سورة فصلت : (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وماربك بظلام للعبيد)(46) وقوله سبحانه فى سورة ق : (مايبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد)(29) . ومن أهم المسائل توضيح أن : (بظلام ) ليست صيغة مبالغة ، بل لنفى أصل الظلم فهو ليس منسوبا إلى الله ، قال المفسرون  : ليست صيغة (ظلام) فى الآيات للمبالغة ، وإنما هى صيغة نسبة مثل عطار ، تمار ، نجار ، ولو كانت للمبالغة ، لأوهم أنه سبحانه وتعالى ليس كثير الظلم ولكنه يظلم أحيانا ، وهذا المعنى فاسد ، لأنه يستحيل عليه الظلم جل فى علاه .

[٦/‏٢, ١٠:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما لفظ : (العباد ) فى القرآن الكريم لفظ له كرامة الصلة بالله فيضاف إلى الله تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا...الآية)(الفرقان)(63) وقوله سبحانه : (عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا)(الإنسان)(6) ، والعبد هو الذى عرف ربه وأقبل عليه وخضع لمولاه . أما كلمة : (العبيد) فهى تطلق على عبيد الناس وعبيد الله معا ، وعادة تضاف إلى الناس ، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم . لذلك جاءت فى الآيات بنفى الظلم من أصله عن الله جل فى علاه بأى أحد من الناس ، سواء كان مؤمنا أو كافرا .

فانظر يرحمك الله إلى بلاغة اللفظ القرآنى . فسبحان من هذا كلامه !!!

الأربعاء، 5 فبراير 2025

من الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها

(سورة المائدة) 

[٤/‏٢, ١١:١٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة المائدة : (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما والله على كل شيء قدير)(وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير)( 18:17)الخلط يحصل بين نهاية الآيتين : (والله على كل شيء قدير) و(وإليه المصير)

[٤/‏٢, ١١:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومن خلال تفسير الآيتين يتبين الفرق بين الموضعين : الآية الأولى جاءت فى شأن عيسى عليه السلام حيث جعلت النصارى المسيح إلها وهم فرقة من النصارى ، زعموا أن الله حل فى عيسى ، ولهذا نجد فى كتبهم : 

(وجاء الرب يسوع) ويسوع عندهم هو عيسى ، فبينت الآية أن عيسى عبد لله ، فمن الذى يستطيع أن يدفع عذاب الله عن أهل الأرض ، لو أراد الله أن يهلك المسيح وأمه ومن فى الأرض جميعا ، ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق مايشاء  ، فهو قادر على أن يخلق مايريد ، ولذلك خلق عيسى بلا أب فهو سبحانه لايعجزه شيئ ، وهو على كل شيء قدير ، فناسبت نهاية الآية سياقها .

[٥/‏٢, ١٠:٠٦ ص] حسن أحمد حسن سليمان: الآية الثانية جاء فيها ادعاء اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه وأنهم شعب الله المختار قال ابن كثير : أى نحن منتسبون إلى أنبيائه، وهم بنوه ، وله بهم عناية خاصة وهو يحبنا  (قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق) أى أنتم كسائر البشر ، وهو سبحانه الحاكم فى جميع عباده ، وكل خلقه مرجعهم إليه ، وسيحكم بينهم ، وسوف يتبين لكم يا معشر اليهود والنصارى من هم أحباء الله فناسبت نهاية الآية سياقها . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!

(يحاجوكم به عند ربكم)(يحاجوكم عند ربكم)

 [١/‏٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة البقرة : (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون)(76) وقوله سبحانه فى سورة آل عمران : (ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ماأوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)(73) الخطأ الذى يقع فيه الحفاظ بزيادة : ( به) فى موضع آل عمران . وبالرجوع إلى تفسير الآيات يتبين الفرق بين الموضعين .

[١/‏٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: جاءت اﻵية الأولى فى سياق الحديث عن اليهود أنهم إذا لقوا الذين آمنوا ، قالوا بلسانهم : آمنا بالذى آمنتم به ، وإن صاحبكم صادق ، وإنا نجد نعته فى التوراة ، وإذا اجتمع منافقوا اليهود إلى رؤسائهم منفردين بهم ، مائلين إليهم ، لامهم رؤسائهم على ذلك ، وقالوا : أتحدثون المؤمنين بما فتح الله عليكم من فهم معانى نصوص توراتكم فى صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه حق وصدق ، ليخاصمكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحتجوا عليكم بقولكم وتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة ، أليست لكم عقول تمنعكم من أن تحدثوهم بما يكون لهم فيه حجة عليكم .

[١/‏٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: وتبين من تفسير اﻵية مناسبة : (به) لسياق آية البقرة ، وقد رد الله على سفه عقولهم فى الآية التى بعدها وذلك فى قوله تعالى : ( أو لايعلمون أن الله يعلم مايسرون ومايعلنون)(77) ، جاء فى تفسير اﻵية : أيلومونهم على تحديث المؤمنين بما فى التوراة مخافة المحاجة ، ولايعلم اليهود أن الله يعلم مايخفون ومايظهرون ، فيظهر للمؤمنين مايخفونه بواسطة الوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فتحصل المحاجة ويقع التبكيت  ،  فأى فائدة لهم فى اللوم والعتاب  ؟ !

[١/‏٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: وجاء الموضع الثانى فى آل عمران بعد قوله سبحانه : (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون)(72) أى : وقالت جماعة من اليهود  : ادخلوا فى دين محمد وأظهروا الإسلام أول النهار باللسان دون اعتقاد بالقلب ، حتى تتم الثقة بكم والاطمئنان إليكم ، ثم اكفروا آخر النهار ، بعد أمد قصير ، وإنا إذا ألقينا هذه الشبهة لعل أصحاب محمد يشكون فى دينهم ، ويقولوا : إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة وعيب فى دين الإسلام ، فيرجعوا إلى الكفر بعد الإيمان .

[١/‏٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: ثم جاءت الآية : (ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ماأوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)(يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)(74:73) : جاء فى تفسير اﻵية : أى : قال قادتهم من أحبارهم وعلمائهم لمن وجهوهم للقيام بمكيدة النفاق : ولاتصدقوا منقادين حقا ، مسلمين صدقا إلا لمن وافق ملتكم التى أنتم عليها ، وهى اليهودية متبعا لكم . قل لهم - يارسول الله- إن الهدى هدى الله ، فليس هدى موسى أو أحد من بنى إسرائيل.

[١/‏٢, ١٠:٢٣ م] رقمى موبيلي: والله يصطفى لتبليغ هداه من يشاء ، أترفضون هدى الله الذى أنزله على رسوله محمد حسدا من عند أنفسكم ، وكراهية أن يؤتى أحد من خلق الله مثلما أوتيتم من اصطفاء رسل منكم ، وإنزال هدى الله عليهم ؟ أتكتمون الحق الذى عندكم عن المسلمين وأنتم تعلمونه ، خشية أن يحاجوكم عند ربكم ، أليس الله عليما بكل ماتعلنون وما تسرون؟ فناسب سياق الآية عدم ذكر  : (به) ، كما ناسب ذكرها فى آية البقرة فى قوله سبحانه: (وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون)(76) . فجاء كل لفظ مكانه المناسب به . فسبحان من هذا كلامه !!!

السبت، 1 فبراير 2025

(لانفرق بين أحد من رسله)(ولم يفرقوا بين أحد منهم)

 [١/‏٢, ١٠:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة البقرة : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)(285) وقوله سبحانه فى سورة النساء : (والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما)(152) الخطأ يحدث بين قوله سبحانه :(لانفرق بين أحد من رسله) وبين قوله سبحانه : (ولم يفرقوا بين أحد منهم)

[١/‏٢, ١٠:٤٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: وباستقراء الآيتين يتبين  السبب ففى موضع البقرة لو قال بين أحد منهم تعود (منهم) على من ؟ فإنه قال : (كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) ، فقد تعود على الملائكة أو الكتب أو الرسل ، فلما كان المقصود العود على الرسل فقط فجاء اللفظ واضح (رسله) حيث أن المؤمن يؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين لايفرق بين أحد من الرسل . أما فى موضع النساء فجاء لفظ الرسل فقط فعاد الضمير فى منهم على الرسل ، فناسب لفظ : (منهم)  سياق الآية . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها. فسبحان من هذا كلامه !!!