[٥/٢, ١١:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى :
(بلاغة اللفظ القرآنى) :
(عبيد) (عباد) : لفظ العبيد يشمل البر والفاجر ، فكل الناس مؤمنهم وكافرهم عبيد لله ، لذلك جاء استعمال لفظ فى القرآن فى نفى الظلم ، كقوله تعالى : (وماربك بظلام للعبيد) ، وقد جاء اللفظ فى خمس مواضع من القرآن : قوله سبحانه :(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)(182)(آل عمران) وأيضا نفس الآية فى سورة الأنفال : (51) وقوله سبحانه فى سورة الحج : (ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد)(10)
[٥/٢, ١١:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه فى سورة فصلت : (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وماربك بظلام للعبيد)(46) وقوله سبحانه فى سورة ق : (مايبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد)(29) . ومن أهم المسائل توضيح أن : (بظلام ) ليست صيغة مبالغة ، بل لنفى أصل الظلم فهو ليس منسوبا إلى الله ، قال المفسرون : ليست صيغة (ظلام) فى الآيات للمبالغة ، وإنما هى صيغة نسبة مثل عطار ، تمار ، نجار ، ولو كانت للمبالغة ، لأوهم أنه سبحانه وتعالى ليس كثير الظلم ولكنه يظلم أحيانا ، وهذا المعنى فاسد ، لأنه يستحيل عليه الظلم جل فى علاه .
[٦/٢, ١٠:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما لفظ : (العباد ) فى القرآن الكريم لفظ له كرامة الصلة بالله فيضاف إلى الله تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا...الآية)(الفرقان)(63) وقوله سبحانه : (عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا)(الإنسان)(6) ، والعبد هو الذى عرف ربه وأقبل عليه وخضع لمولاه . أما كلمة : (العبيد) فهى تطلق على عبيد الناس وعبيد الله معا ، وعادة تضاف إلى الناس ، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم . لذلك جاءت فى الآيات بنفى الظلم من أصله عن الله جل فى علاه بأى أحد من الناس ، سواء كان مؤمنا أو كافرا .
فانظر يرحمك الله إلى بلاغة اللفظ القرآنى . فسبحان من هذا كلامه !!!