الجمعة، 12 أبريل 2024

تتمة لرسالة (بلدا)(البلد)

 [١٢/‏٤, ١٠:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: تتمة لهذه الرسالة : قوله سبحانه لإبراهيم  : (إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لاينال عهدى الظالمين)(124) أى يقتدى بك الناس فى الهدى ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية ويحصل لك الثناء الدائم والأجر الجزيل والتعظيم من كل أحد فلما اغتبط إبراهيم بهذا المقام وأدرك هذا طلب ذلك لذريته لتعلو درجته ودرجة ذريته وهذا أيضا من إمامته ونصحه لعباد الله ومحبته أن يكثر فيهم المرشدون فلله عظمة هذه الهمم العالية والمقامات السامية

[١٢/‏٤, ١٠:٥٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: فأجابه الرحيم اللطيف بالمانع من نيل هذا المقام فقال : (لاينال عهدى الظالمين) أى : لاينال الإمامة فى الدين من ظلم نفسه وضرها لمنافاة الظلم لهذا المقام فلابد أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة والأخلاق الجميلة . وقد أدرك إبراهيم هذا الأمر فى دعاءه ففى قوله سبحانه  : (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير)(126)

[١٢/‏٤, ١١:٠٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: أى : وإذ دعا إبراهيم لهذا البيت أن يجعله الله بلدا آمنا ويرزق أهله من أنواع الثمرات ثم قيد عليه السلام هذا الدعاء تأدبا مع الله إذ كان دعاؤه الأول فيه الإطلاق فلما دعا لهم بالرزق وقيده بالمؤمن وكان رزق الله شاملا للمؤمن والكافر والعاصى والطائع قال الله :(قال ومن كفر) فإن الدنيا يعطيها الله لمن يحب ومن لايحب أما الدين فيعطيه لمن أحب فمن أعطى الدين فقد أحبه الله أما المسلم فيستعين بالرزق على عبادة الله ثم ينتقل منه إلى نعيم الجنة وأما الكافر فيتمتع فيها قليلا ثم يكون مصيره إلى النار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق