السبت، 13 أبريل 2024

ويعلمهم ويزكيهم. ويزكيهم ويعلمهم

 [١٣/‏٤, ١٢:٢٣ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى :

(التقديم والتأخير) 

قوله سبحانه : (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)(البقرة)(129) 

وقوله سبحانه فى نفس السورة : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكون تعلمون)(151)

وقوله سبحانه فى سورة آل عمران : (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين)(164)

[١٣/‏٤, ١٢:٣١ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه فى سورة الجمعة : (هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين)(2) 

فى الآية الأولى وهى دعاء إبراهيم قدم العلم على التزكية وفى المواضع الثلاث وهى إخبار الله عن إرسال وبعث النبى صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة قدم التزكية على العلم .

فما سبب التقديم والتأخير  بين الموضع الأول والمواضع الثلاث ؟

[١٣/‏٤, ٥:٢٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: تقديم التزكية على التعلم فى المواضع الثلاث هو الأصل حيث تكون التخلية قبل التحلية فلابد قبل التعلم تزكية النفس أولا فيطهرها من الأخلاق الرذيلة وتربيتها على الأخلاق الجميلة وذلك كتزكيتها من الشرك إلى التوحيد ومن الرياء إلى الإخلاص ومن الكذب إلى الصدق ومن الخيانة إلى الأمانة ومن الكبر إلى التواضع ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق ثم بعد ذلك يعلمها القرآن والسنة وهذا المنهج هو المنهج الصحيح فإذا قامت به أى أمة صارت بين الناس من أعلى الأمم

[١٣/‏٤, ٥:٤٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الموضع الأول وهو دعاء إبراهيم فتقدم العلم على التزكية لأن العلم هو نهاية الأمر بعد التزكية وهو مقصود الدعاء فلذلك قدم على التزكية فناسب الدعاء تقديم العلم على التزكية أما الأصل هو التزكية أولا ثم التعلم وهو المنهج الصحيح والناجح لكل أحد وهو مهم فى تربية النشئ وهو سبب رقى الأمم وهو سبب عزها ومجدها ومارفع أمة الإسلام فى القرون المفضلة إلا هذا المنهج وهو هدى القرآن الكريم ولن تعود الأمة إلى مجدها إلا باتباع هذا المنهج

[١٣/‏٤, ٦:١٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: تتمة لهذه الرسالة : جاء فى الآيات لفظ : (البعث) و (الإرسال)  فى الآية الأولى : (ربنا وابعث فيهم..الآية) وآية آل عمران : (إذ بعث فيهم) وآية الجمعة: (هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم) وآية البقرة الثانية : (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم) فما الفرق بين الإرسال والبعث لاشك أن البعث أعم وأشد من الإرسال فإن لفظ البعث استعمله القرآن فى إحياء الموتى وبعثهم من القبور للحساب مثل قوله تعالى: (وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من القبور)(7)(الحج) وأما لفظ الإرسال ففيه معنى التكليف للرسل بتبليغ الرسالة

[١٣/‏٤, ٨:٠٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: وبالرجوع إلى سياق الآيات يتبين الأمر وترى البلاغة القرآنية فى أسمى معانيها فالآية الأولى دعاء إبراهيم ببعث رسول فيهم فهم كانوا على الشرك وعبادة الأصنام فهم كالموتى فبعث الرسول فيهم يحييهم من موتهم فناسب لفظ البعث سياق الآية  وجدير بالذكر أن القرآن الكريم سمى الكافر ميتا وذلك فى قوله تعالى فى سورة الأنعام : (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ماكانوا يعملون)(122)

[١٣/‏٤, ٨:١٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: فهو ميت فى ظلمات الكفر والجهل فأحياه الله بنور العلم والإيمان والطاعة فصار يمشى بين الناس بنور القرآن فهل يستوى بمن هو فى ظلمات الجهل والغى والكفر والمعاصى يتخبط فيها وقد أظلمت عليه الطرق فحضره الهم والغم والحزن والشقاء .

فناسب لفظ البعث سياق الآية وكذلك آية آل عمران والجمعة حيث انتهت الآيتان بقوله سبحانه : (وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين) فقد كانوا يتخبطون فى ظلمات الكفر والجهل والشرك وسوء الأخلاق فهم كالموتى فناسب لفظ البعث سياق الآيتين

[١٣/‏٤, ١١:٠٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الأولى : (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكون تعلمون) جاء فيها لفظ الإرسال لأنها كانت تبين مهمة الرسول بالتزكية وتعلم الكتاب والحكمة ويعلمهم مالم يكونوا يعلمون ولم يذكر حالهم فناسب لفظ الإرسال سياق الآية حيث أن الإرسال بمعنى التكليف والتبليغ وبيان مهمة الرسول . فناسب كل لفظ مكانه . فسبحان من هذا كلامه  !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق