من روائع البيان القرآني:
قوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) [سورة آل عمران 166 - 167]
وقوله تعالى (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [سورة الفتح 11]
قال في سورة آل عمران (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِم)
وقال في سورة الفتح (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِم)
فما الفرق بين اﻵيتين ؟؟؟
أوﻻ ﻻشك أن موضع سورة آل عمران أبلغ في المعنى من موضع الفتح، وبالرجوع إلى السياق يتضح الفرق، فلما قال (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا)، كان ذلك في غزوة أحد في شأن رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول وأصحابه الذين انخذلوا يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعوا وكانوا نحوا من ثلاثمائة رجل، فقال لهم المؤمنون: تعالوا قاتلوا معنا المشركين أو ادفعوا بتكثيركم سوادنا (قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ)
أما موضع سورة الفتح فكان في المنافقين من اﻷعراب - وهم أهل البوادي من العرب - وقد تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وقد رأوا أنه يستقبل عدوا كثيرا من قريش وغيرهم، فقعدوا عن الخروج معه، ولم يكن إيمانهم متمكنا من قلوبهم، فظنوا أنه ﻻيرجع هو والمؤمنون من ذلك السفر، فاﻷمر هنا أقل ممن هو في سورة آل عمران.
فكان كل لفظ مناسبا في مكانه.
فسبحان من هذا كلامه !!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق