الثلاثاء، 15 يناير 2019

بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ - بَلْ طَبَعَ اللَّهُ

من روائع البيان القرآني: 
قوله تعالى (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ) [سورة البقرة 88]
وقوله تعالى (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة النساء 155]
قال في سورة البقرة (بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ)
وقال في سورة النساء (بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) 
واﻵيتان رد على قول أهل الكتاب (قُلُوبُنَا غُلْفٌ).
فلماذا اختلف الرد في اﻵيتين ؟؟؟
أوﻻ معنى (لَعَنَهُمُ اللَّهُ): أي طردهم وأبعدهم من رحمته بسبب كفرهم وضلالهم.
ومعنى (بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ): أي بل ختم الله تعالى عليها بسبب الكفر والضلال، وﻻ ريب أن العقوبة هنا أشد مما في سورة البقرة، والسياق يقتضي ذلك، فإن في سورة البقرة جاء اﻷمر حكاية عن أهل الكتاب (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ)،
جاء في تفسير اﻵية: ثم أخبر تعالى عن اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وبين ضلالهم في اقتدائهم باﻷسلاف،
فقال حكاية عنهم (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ) أي مغطاة في أكنة ﻻتفقه وﻻتعي ما تقوله يامحمد.
أما في سورة النساء فقد اختلف اﻷمر، فقد جاء اﻷمر إخبار الله عن حالهم فقال (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ) أي فسبب نقضهم الميثاق، لعناهم وأذللناهم، و (مَا) لتأكيد المعنى.
فعدد الله مافعلوه من المخالفات، وهي جحودهم بالقرآن العظيم ، وقتلهم اﻷنبياء كزكريا ويحى عليهما السلام، وقولهم قلوبنا غلف، وكفرهم بعيسى عليه السلام، ورميهم السيدة مريم بالزنا.
فلما ذكر الله تعالى عنهم كل هذا، كان لفظ الطبع مناسبا مع سياق اﻵيات.
فكان كل لفظ مناسبا في مكانه.
فسبحان من هذا كلامه !!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق