الجمعة، 11 أكتوبر 2024

(إن الله بما يعملون محيط)(والله بما يعملون محيط)

 [١١/‏١٠, ٦:٣٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (التأكيد يأتى فى مكانه)(من الآيات المتشابهات التى يحصل فيها الخلط من الحفاظ) 

قوله سبحانه : (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط)(آل عمران120)

وقوله سبحانه :(ولاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط)(الأنفال47) 

الخلط يحصل بين :(إن الله بما يعملون محيط) و (والله بما يعلمون محيط) وبالرجوع إلى سياق الآيتين وتفسيرهما يتضح الفرق جليا .

[١١/‏١٠, ٦:٤٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاءت الآية الأولى فى ثنايا آيات تحذر المؤمنين من اتخاذ المنافقين بطانة يطلعونهم على أسرارهم ويجعلونهم أولياء من غير المؤمنين وقد حذر الله منهم وبين بغضهم للمؤمنين وذلك فى قوله سبحانه : (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)(118) ثم بين سبحانه ماهم عليه من كراهية للمؤمنين فقال تعالى: (هاأنتم أولاء تحبونهم ولايحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور)(119)

[١١/‏١٠, ٧:٤٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: أى : هاأنتم يامعشر المؤمنين خاطئون فى موالاتكم وصداقتكم لهم إذ تحبونهم ولايحبونكم تريدون لهم النفع وتبذلون لهم المحبة وهم يريدون لكم الضر ويضمرون لكم العدواة وأنتم تؤمنون بالكتب المنزلة كلها وهم مع ذلك يبغضونكم فمابالكم تحبونهم وهم لايؤمنون بشئ من كتابكم ؟ وفيه توبيخ شديد بأنهم فى باطلهم أصلب منكم فى حقكم ومن خبثهم يظهرون أمامكم الإيمان نفاقا وإذا خلت مجالسهم منكم عضوا أطراف الأصابع من شدة الكراهة لكم والغضب منكم

[١١/‏١٠, ٧:٤٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: ثم جاءت اﻵية : (إن تمسسكم حسنة تسؤهم...الآية) أى إن أصابكم مايسركم من رخاء وخصب ونصر وغنيمة ساءهم ذلك وإن أصابكم مايضركم من شدة وجدب وهزيمة سرهم ذلك فبين تعالى فرط عدواتهم وإن صبرتم على أذاهم واتقيتم الله فى أقوالكم وأعمالكم لايضركم كيدهم ومكرهم فبعد مابين الله شدة عدواتهم للمؤمنين طمئن المؤمنين أنه سبحانه عالم بما يدبرونه من المكائد وهو قادر على صرف شرهم عنكم فجاء التأكيد  : (إن الله بما يعملون محيط) مناسب مع سياق اﻵيات

[١١/‏١٠, ٨:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: الآية الثانية نزلت فى غزوة بدر : ( ولاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس...الآية) أى لاتكونوا ككفار قريش حين خرجوا لبدر عتوا وتكبرا وطلبا للفخر والثناء والآية إشارة إلى قول أبى جهل : (والله لانرجع حتى نرد بدرا فنشرب فيها الخمور وننحر الجزور وتعزف علينا القيان - المغنيات- وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا) قال الطبرى : فسقوا مكان الخمر كؤوس المنايا وناحت عليهم النوائح مكان القيان . فهزمهم الله شر هزيمة

[١١/‏١٠, ٨:٥٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاءت : (والله بما يعملون محيط) دون تأكيد مناسبة مع سياق الآيات حيث كانت فى غزوة بدر وقد سمى الله يوم بدر :(يوم الفرقان) لأن الله فرق به بين الحق والباطل وفى الحديث (مارؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولاأدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه فى يوم عرفة إلا مارأى يوم بدر فإنه رأى جبريل يزع الملائكة)(رواه مالك فى الموطأ وهو حديث مرسل) قال ابن عباس  : جاء إبليس يوم بدر فى جند من الشياطين فى صورة {سراقة بن مالك} فقال للمشركين : لاغالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم فلما اصطف الناس أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب فرمى بها فى وجوه المشركين فولوا مدبرين .

[١١/‏١٠, ٨:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وأقبل جبريل عليه السلام إلى إبليس فلما رآه - وكانت يده فى يد رجل من المشركين- انتزع يده ثم ولى مدبرا مع شيعته فقال الرجل  : ياسراقة أتزعم أنك لنا جار ؟ فقال : إنى أرى مالاترون إنى أخاف الله وكذب عدو الله فإنه علم أنه لاقوة له ولامنعة وذلك حين رأى الملائكة فناسب قوله سبحانه : (والله بما يعملون محيط) دون تأكيد سياق الآيات .

فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق