الأحد، 30 سبتمبر 2018

فما كان الله - وماكان الله

من روائع البيان القرآني : 
قوله تعالى (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) آية 70 سورة التوبة .
وقوله تعالى : (أولم يسيروا في اﻷرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا اﻷرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) آية 9 سورة الروم .
وقوله تعالى :( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به اﻷرض ومنهم من أغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) آية 40 العنكبوت 
سورتي التوبة والروم (فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) 
وانفردت سورة العنكبوت (وماكان الله ليظلمهم ) .
فما الفرق بين الموضعين ؟
معنى الفاء : تفيد الترتيب والتعقيب فمعناها واحد. 
معنى الواو: تفيد مطلق الجمع ،فتأتي بمعنى الواو ، وتأتي بمعنى الفاء ، وتأتي بمعنى ثم ، فهى أوسع في المعنى من الفاء وثم .
في آية التوبة  خاطب الله المنافقين عن خبر اﻷمم السابقة ، حين عصوا الرسل ماذا حل بهم من العقوبة ؟ دون تفصيل للعقاب الذي حل بهم ، فكانت الفاء مناسبة (فما كان ليظلمهم) .
وكذلك آية الروم خاطبت المشركين : أولم يسافروا فينظروا مصارع اﻷمم قبلهم ، كيف أهلكوا بتكذبيهم رسلهم فيعتبروا ، دون تفصيل للعقاب ، فكانت الفاء مناسبة (فما كان الله ليظلمهم) .
أما في سورة العنكبوت ، فقدجاء تفصيل العذاب (فمنهم من أرسلنا  عليه حاصبا كقوم لوط ، (ومنهم من أخذته الصيحة) كثمود ، 
(ومنهم من خسفنا به اﻷرض) كقارون ، (ومنهم من أغرقنا) كقوم نوح وفرعون وجنده. 
فلما فصل أنواع العذاب كانت الواو مناسبة (وماكان الله ليظلمهم) ، ﻷن الواو معناها أوسع من الفاء فهي تفيد مطلق الجمع ، فكان كل حرف مناسب في مكانه .
فسبحان من هذا كلامه !!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق