مع روائع البيان القرآني :
قوله تعالى ( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب) ص آية 9
وقوله تعالى (أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ) الطور 37
زاد في سورة ص ( خزائن رحمة ربك) ، فزاد كلمة (رحمة) ، عن ما في سورة الطور ، فما السبب في ذلك ؟
في سورة (ص) ، جاء قبلها قوله تعالى :
(أءنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ) آية 8
ومعنى اﻵية : اﻻستفهام للإنكار أي هل تنزل القرآن على محمد دوننا ، مع أن فينا من هو أكثر منه ماﻻ ، وأعلى رياسة .
قال الزمخشري : أنكروا أن يختص صلى الله عليه وسلم بالشرف من بين أشرافهم ورؤسائهم ، وهذا اﻹنكار ترجمة عما كانت تغلي به صدوروهم ، من الحسد على ماأوتي من شرف النبوة من بينهم . (تفسير الكشاف 4/56) .
ونفس المعنى جاء في سورة الزخرف في اﻵية 31 في قوله تعالى (وقالوا لوﻻ نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)
فرد الله عليهم بقوله تعالى :
(أهم يقسمون رحمت ربك ..... اﻵية 32 .
فسمى الله عز وجل النبوة رحمة ، وهذا سبب زيادة (رحمة ) في سورة (ص) ، عما في سورة الطور ، قال ابن عباس : (خزائن ربك ) المطر والرزق . لذلك ختمت اﻵية في سورة ص ( العزيز الوهاب) ، وهي مناسبة مع النبوة ، فالعزيز هو الغالب الذي ﻻيغلب ، والوهاب هو الذي له أن يهب ما يشاء لمن يشاء ، قال البيضاوي : يريد أن النبوة عطية من الله يتفضل بها على من يشاء من عباده .
(تفسير البيضاوي 2/146) .
وختم اﻵية في سورة الطور ( أم هم المصيطرون ) ، أي هم الغالبون القاهرون ؟ حتى يتصرفوا في الخلق كما يشاؤون ؟ ﻻ بل هو الله الخالق المالك المتصرف .
فكل كلمة جاءت في مكانها المناسب لها .
فسبحان من هذا كلامه !!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق