الخميس، 16 نوفمبر 2017

ويعلم ما في السموات وما في اﻷرض - لله ما في السموات وما في اﻷرض

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (لله ما في السموات وما في اﻷرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...) اﻵية 284 البقرة ،
وقوله تعالى ( قل إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات واﻷرض والله على كل شئ قدير ) آل عمران 29 ،
في البقرة قدم اﻹبداء على اﻹخفاء ، وفي آل عمران قدم اﻹخفاء على اﻹبداء ،
فما سبب ذلك ؟ في البقرة قال (يحاسبكم به الله) ، وفي آل عمران قال (يعلمه الله) ، فلما قال يحاسبكم قدم اﻹبداء ، ولما قال يعلمه قدم اﻹخفاء ، وسبب النزول : لما نزل قوله  تعالى (وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) اﻵية ، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله فقالوا : كلفنا من اﻷعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزلت عليك هذه اﻵية وﻻنطيقها !! فقال صلى الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : (سمعنا وعصينا) ؟ قولوا (سمعنا وأطعنا) فلما قرأها القوم وجرت بها ألسنتهم ،
أنزل الله تعالى :(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ) ونسخها الله تعالى فأنزل (ﻻيكلف الله نفسا إﻻ وسعها) ، فالحمدلله على المحاسبة على اﻹبداء دون اﻹخفاء ، أما في آل عمران فقد سبقها قوله تعالى ( ﻻ يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ..) وهذا من اﻹخفاء ،
كما جاء في أول السورة قوله تعالى(إن الله ﻻيخفى عليه شئ في اﻷرض وﻻ في السماء ) آية 5 ، كما أنه ختم اﻵية بقوله (ويعلم مافي السموات ومافي اﻷرض) .
فكل كلمة جاءت في مكانها المناسب بها . فسبحان من هذا كلامه !!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق