السبت، 11 نوفمبر 2017

فلا تعجبك أموالهم وﻻ أوﻻدهم - وﻻ تعجبك أموالهم وأوﻻدهم

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة التوبة آية 55 
(فلا تعجبك أموالهم وﻻ أوﻻدهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) ،
 و قوله تعالى في نفس السورة آية 85 

(وﻻ تعجبك أموالهم وأوﻻدهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون )  فما الفرق بين اﻵيتين ؟
كل أية حسب سياقها اﻻولى جاء قبلها قوله تعالى 
(قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم فاسقين)  آية 53
فهم أحياء في الدنيا عندهم اﻷموال واﻷوﻻد والمناصب واﻷعجاب بهم في هذا الحال أشد فجاءت الفاء التي تدل على السرعة وأكد (أموالهم وﻻ أوﻻدهم) وقال (في الحياة الدنيا)  وقال (ليعذبهم) وهي في التعليل أقوى في المعنى من (أن يعذبهم )  .
أما اﻵية اﻵخرى فجاء قبلها قوله تعالى

(وﻻتصل على أحد منهم مات أبدا وﻻ تقم على قبره .....) اﻵية 84 و اﻷعجاب في حال الموت أقل بكثير من حال الحياة فجاءت بالواو وقال (أموالهم وأوﻻدهم) بدون تأكيد وقال (أن يعذبهم) وهي أقل من التعليل (ليعذبهم) وقال (في الدنيا) ﻻنهم ماتو وﻻمجال للحياة كما جاء بعدها قوله تعالى 
(وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين) آية 86 .
وﻻريب أن الجهاد مظنة الموت بل هو أقرب إلى الموت من الحياة .
فجاءت كل آية في مكانها المناسب بها . 


فسبحان من هذا كلامه !!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق