الخميس، 30 نوفمبر 2017

السميع البصير - السميع العليم

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة غافر 
(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إﻻ كبر ماهم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير) آية 56 .
وقوله تعالى في سورة فصلت آية 36 
(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) .
قال في غافر (السميع البصير)، وقال في فصلت (السميع العليم) ، فما الفرق بين الموضعين ؟ 

في سورة غافر تكلمت اﻵية على الذين يخاصمون ويجادلون في اﻵيات المنزلة بلا برهان وﻻحجة من الله ولكن تكبرا في قلوبهم وتعاظما ، يمنعهم من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم واﻹنقياد له ، وهؤﻻء من شياطين اﻹنس .
أما في سورة فصلت فكانت اﻹستعاذة من شياطين الجن ، 
فلما كانت اﻹستعاذة من شيطان اﻹنس الذي نراه ونعلم وجوده ختم اﻵية ب (السميع البصير) ، 
ولما كان شيطان الجن نعلم وجوده وﻻ نراه ختم اﻵية (السميع العليم) ، 
وﻷن نزغ الشيطان وساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم ،
أما أفعال شياطين اﻹنس ترى باﻷبصار .

فجاءت كل صفة مناسبة للسياق . فسبحان من هذا كلامه !!!!!!!

الخميس، 16 نوفمبر 2017

ويعلم ما في السموات وما في اﻷرض - لله ما في السموات وما في اﻷرض

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (لله ما في السموات وما في اﻷرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...) اﻵية 284 البقرة ،
وقوله تعالى ( قل إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات واﻷرض والله على كل شئ قدير ) آل عمران 29 ،
في البقرة قدم اﻹبداء على اﻹخفاء ، وفي آل عمران قدم اﻹخفاء على اﻹبداء ،
فما سبب ذلك ؟ في البقرة قال (يحاسبكم به الله) ، وفي آل عمران قال (يعلمه الله) ، فلما قال يحاسبكم قدم اﻹبداء ، ولما قال يعلمه قدم اﻹخفاء ، وسبب النزول : لما نزل قوله  تعالى (وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) اﻵية ، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله فقالوا : كلفنا من اﻷعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزلت عليك هذه اﻵية وﻻنطيقها !! فقال صلى الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : (سمعنا وعصينا) ؟ قولوا (سمعنا وأطعنا) فلما قرأها القوم وجرت بها ألسنتهم ،
أنزل الله تعالى :(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ) ونسخها الله تعالى فأنزل (ﻻيكلف الله نفسا إﻻ وسعها) ، فالحمدلله على المحاسبة على اﻹبداء دون اﻹخفاء ، أما في آل عمران فقد سبقها قوله تعالى ( ﻻ يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ..) وهذا من اﻹخفاء ،
كما جاء في أول السورة قوله تعالى(إن الله ﻻيخفى عليه شئ في اﻷرض وﻻ في السماء ) آية 5 ، كما أنه ختم اﻵية بقوله (ويعلم مافي السموات ومافي اﻷرض) .
فكل كلمة جاءت في مكانها المناسب بها . فسبحان من هذا كلامه !!!!!

السبت، 11 نوفمبر 2017

فلا تعجبك أموالهم وﻻ أوﻻدهم - وﻻ تعجبك أموالهم وأوﻻدهم

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة التوبة آية 55 
(فلا تعجبك أموالهم وﻻ أوﻻدهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) ،
 و قوله تعالى في نفس السورة آية 85 

(وﻻ تعجبك أموالهم وأوﻻدهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون )  فما الفرق بين اﻵيتين ؟
كل أية حسب سياقها اﻻولى جاء قبلها قوله تعالى 
(قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم فاسقين)  آية 53
فهم أحياء في الدنيا عندهم اﻷموال واﻷوﻻد والمناصب واﻷعجاب بهم في هذا الحال أشد فجاءت الفاء التي تدل على السرعة وأكد (أموالهم وﻻ أوﻻدهم) وقال (في الحياة الدنيا)  وقال (ليعذبهم) وهي في التعليل أقوى في المعنى من (أن يعذبهم )  .
أما اﻵية اﻵخرى فجاء قبلها قوله تعالى

(وﻻتصل على أحد منهم مات أبدا وﻻ تقم على قبره .....) اﻵية 84 و اﻷعجاب في حال الموت أقل بكثير من حال الحياة فجاءت بالواو وقال (أموالهم وأوﻻدهم) بدون تأكيد وقال (أن يعذبهم) وهي أقل من التعليل (ليعذبهم) وقال (في الدنيا) ﻻنهم ماتو وﻻمجال للحياة كما جاء بعدها قوله تعالى 
(وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين) آية 86 .
وﻻريب أن الجهاد مظنة الموت بل هو أقرب إلى الموت من الحياة .
فجاءت كل آية في مكانها المناسب بها . 


فسبحان من هذا كلامه !!!!!!