السبت، 14 يونيو 2025

(ولا تك فى ضيق)(ولاتكن فى ضيق)

 [١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (واصبر وما صبرك إلابالله ولاتحزن عليهم ولاتك فى ضيق مما يمكرون)(127)(النحل) وقوله سبحانه : (ولاتحزن عليهم ولاتكن فى ضيق مما يمكرون)(70)(النمل) 

قال فى النحل :(ولاتك)

وقال فى النمل :(ولاتكن) فما سبب ذلك ؟ أما فى سورة النحل فجاءت الآية فى سياق الآيات التى تذكر مقتل (حمزة بن عبدالمطلب ) رضى الله عنه وذلك فى قوله سبحانه : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)(126) قال المفسرون : نزلت فى شأن (حمزة بن عبدالمطلب ) لما بقر المشركون بطنه يوم أحد

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: وسبب نزول الآية : لما قتل حمزة ومثل به المشركون فى غزوة أحد قال النبى صلى الله عليه وسلم حين رآه : (والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك) فنزلت الآية : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) والحديث أخرجه الحاكم والبيهقى فى الدلائل وفيه أن النبى صلى الله عليه وسلم كفر عن يمنيه وأمسك عن الذى أراد فجاء حذف التاء من تكن مناسبة مع سياق الآيات حيث أمر الله نبيه بالصبر فهو خير للصابرين وحذف أقل الضيق من صدره لمقتل حمزة

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية النمل : (ولاتحزن عليهم ولاتكن فى ضيق مما يمكرون) فهى تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم أى لاتحزن يامحمد ولاتأسف على هؤلاء المكذبين إن لم يؤمنوا ولايضيق صدرك من مكرهم فإن الله يعصمك منهم فالكلام عام على كل من يكذب بدين الله وجاءت الآية التى بعدها مؤكدة لمعنى الآية : (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) أى يقولون استهزاء : متى يجيئنا العذاب إن كنتم صادقين فيما تقولون ؟ والخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاء الرد فى الآية التى بعدها : (قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذى تستعجلون) أى لعل الذى تستعجلون به من العذاب قد دنا وقرب منكم بعضه !! قال المفسرون : هو ماأصابهم من القتل والأسر يوم بدر فلما كان الخطاب عاما فى الآيات  جاءت اﻵية : (ولا تحزن عليهم ولاتكن فى ضيق مما يمكرون)  (تكن) بالنون مناسبة مع عموم الآيات . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!

( سورة البروج)(إن الدين فتنوا المؤمنين والمؤمنات)

 [١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق)( 10)(البروج) انفردت الآية بقوله : (ولهم عذاب الحريق) فيكفى من كفر عذاب جهنم فما سبب زيادة : (ولهم عذاب الحريق) وبالرجوع إلى الآيات يتبين الأمر فقد نزلت الآيات فى قصة  (أصحاب الأخدود) وخلاصتها : (أن ملكا ظالما كافرا أسلم أهل بلده فأمر بالأخدود فشق فى أفواه السكك وأضرم فيها النار ثم أمر جنوده أن يأتو بكل مؤمن ومؤمنة ويعرضوه على النار فمن لم يرجع عن دينه فليلقوه فيها ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبى لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام : ياأماه اصبرى فإنك على الحق)

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاءت الزيادة مناسبة مع القصة فالجزاء من جنس العمل فكما عذبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار ليفتنونهم عن دينهم فكان لهم عذاب جهنم المخزى بكفرهم ولهم العذاب المحرق بإحراقهم المؤمنين والمؤمنات ويمكن القول أنهم أحرقوا بالنار أو ماتوا بها فى الدنيا قبل عذاب الآخرة فكما عذبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار سلط الله عليهم من أحرقهم فى الدنيا قبل الآخرة فهذا عدل الله فى خلقه وقد جاءت الآيات فى السورة تدل على هذا المعنى

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: (والسماء ذات البروج)(واليوم الموعود)(وشاهد ومشهود)(قتل أصحاب الأخدود)(النار ذات الوقود)(إذ هم عليها قعود)(وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود)(7:1) فقد أقسم الله بالسماء ذات النجوم الهائلة ومداراتها الضخمة التى تدور فيها تلك الأفلاك وباليوم العظيم المشهود وهو (يوم القيامة) وبالرسل والخلائق على هلاك ودمار المجرمين الذين طرحوا المؤمنين والمؤمنات فى النار ليفتنونهم عن دينهم ثم تلاها الوعيد والإنذار لأولئك الفجار على فعلتهم القبيحة الشنيعة بنار جهنم وعذاب الحريق

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولاحظ القسم فى الآيات بأشياء عظيمة لأن فعل الكفار مع المؤمنين والمؤمنات كان عظيما ثم الآيات بعد ذلك فى السورة تحدثت عن قدرة الله على الانتقام من أعدائه الكفرة الذين فتنوا عباده وأولياءه :(إن بطش ربك لشديد)(إنه هو يبدئ ويعيد)(وهو الغفور الودود)(ذو العرش المجيد)(فعال لما يريد) وختمت السورة بقصة الطاغية الجبار( فرعون ) وماأصابه وقومه من الهلاك والدمار بسبب البغى والطغيان (فتناسب البدء مع الختام)

فسبحان من هذا كلامه !!!