الجمعة، 27 يوليو 2018

خزائن رحمة ربك - خزائن ربك

مع روائع البيان القرآني : 
قوله تعالى ( أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب) ص آية 9
وقوله تعالى (أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون ) الطور 37
زاد في سورة ص ( خزائن رحمة ربك) ، فزاد كلمة (رحمة) ، عن ما في سورة الطور ، فما السبب في ذلك ؟
في سورة (ص) ، جاء قبلها قوله تعالى : 
(أءنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب ) آية 8 
ومعنى اﻵية : اﻻستفهام للإنكار أي هل تنزل القرآن على محمد دوننا ، مع أن فينا من هو أكثر منه ماﻻ ، وأعلى رياسة .
قال الزمخشري : أنكروا أن يختص صلى الله عليه وسلم بالشرف من بين أشرافهم ورؤسائهم ، وهذا اﻹنكار ترجمة عما كانت تغلي به صدوروهم ، من الحسد على ماأوتي من شرف النبوة من بينهم . (تفسير الكشاف 4/56) .
ونفس المعنى جاء في سورة الزخرف في اﻵية 31 في قوله تعالى (وقالوا لوﻻ نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) 
فرد الله عليهم بقوله تعالى : 
(أهم يقسمون رحمت ربك ..... اﻵية 32 . 
فسمى الله عز وجل النبوة رحمة ،  وهذا سبب زيادة (رحمة )  في سورة (ص) ، عما في سورة الطور ، قال ابن عباس :  (خزائن ربك ) المطر والرزق . لذلك ختمت اﻵية في سورة ص ( العزيز الوهاب) ، وهي مناسبة مع النبوة ، فالعزيز هو الغالب الذي ﻻيغلب ، والوهاب هو الذي له أن يهب ما يشاء لمن يشاء ، قال البيضاوي :  يريد أن النبوة عطية من الله يتفضل بها على من يشاء من عباده . 
(تفسير البيضاوي 2/146) . 
وختم اﻵية في سورة الطور ( أم هم المصيطرون ) ، أي هم الغالبون القاهرون ؟ حتى يتصرفوا في الخلق كما يشاؤون ؟ ﻻ بل هو الله الخالق المالك المتصرف . 
فكل كلمة جاءت في مكانها المناسب لها .
فسبحان من هذا كلامه !!!!

فنفخنا فيها - فنفخنا فيه

من روائع البيان القرآني :
 قوله تعالى : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) آية 91 سورة اﻷنبياء .
وقوله تعالى : (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)التحريم12 
قال في اﻷنبياء (فنفخنا فيها)، وقال في التحريم (فنفخنا فيه) ، 
فما الفرق بينهما ؟
 أوﻻ :معنى النفخ واحد كما جاء في التفسير قال ابن كثير : إن الله بعث جبريل ، فتمثل لها في صورة بشر ، وأمره أن ينفخ بفيه في جيب درعها - أي ثوبها- فنزلت النفخة ، 
فولجت في فرجها فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام (مختصر تفسير ابن كثير 3/525) .
أما خلاف اللفظين بين اﻷنبياء والتحريم ، فهو راجع إلى السياق ، 
فإن لفظ (فنفخنا فيها ) أعم وأشمل من لفظ (فنفخنا فيه) ، فإن اﻷول يقصد مريم ، والثاني يقصد مكان النفخ ، في سورة اﻷنبياء جاء ذكر مريم بعد ذكر عدد من اﻷنبياء موسى وهارون وإبراهيم ولوط ونوح ودواد وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذي الكفل ويونس ، وختم ذكرهم بزكريا ، وهو أقربهم حاﻻ بحال مريم ،  وهذا يفيد العموم ، فكان مناسبا (فنفخنا فيها) في سورة اﻷنبياء ، 
كما أنها ذكرت مع ابنها ( وجعلناها وابنها آية للعالمين) ، وهذا أيضا يفيد العموم ، كما أنها لم تذكر باسمها فهذا أيضا يفيد العموم 
أما في سورة التحريم فقد ذكرت مع عدد من النساء ، وقد ذكرت باسمها ولم يذكر معها ابنها ، فالكلام كله عليها فهذا أخص مما في أﻷنبياء فكان لفظ (فنفخنا فيه) مناسب مع سورة التحريم .
وﻻحظ سورة اﻷنبياء (فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين )  واﻷلفاظ كلها تدل على العموم .
فسبحان من هذا كلامه !!!!!!