السبت، 17 فبراير 2018

يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ - يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ

 من روائع البيان القرآني ( يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ )
هكذا جاءت كل مواضع القرآن الكريم بتقديم المغفرة، ما عدا موضعين، وجاء الحديث النبوي مؤكداً لهذا المعنى، فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق عرشه، إن رحمتي سبقت غضبي )، وفي رواية ( غلبت غضبي ) متفق عليه.
وقال عز وجل ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) [سورة اﻷعراف 156]
وتلك المواضع التي تقدمت فيها المغفرة أربع مواضع وهي :
( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [سورة البقرة 284]
( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [سورة آل عمران 129]
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) [سورة المائدة 18]
( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) [سورة الفتح 14]
هذه أربع مواضع تقدمت فيها المغفرة ،  وفي الرسالة القادمة نذكر الموضعين الذين تقدم فيهما ذكر العذاب مع محاولة ذكر السبب.
 أما الموضعين الذين تقدم فيهما ذكر العذاب:
( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [سورة المائدة 40]
وسبب التقديم في اﻵية، ما سبقها من اﻵيات، في بيان حد السرقة
( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [سورة المائدة 38]
وأيضا قوله عز وجل في بيان حد الحرابة
( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [سورة المائدة 33]
والموضع الثاني: قوله تعالى ( يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ) [سورة العنكبوت 21]
وسبب  التقديم: حديث السورة عن بعض اﻷمم الطغاة المتجبرين، كقوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وهامان، وقارون، وما حل بهم من الهلاك والدمار ( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [سورة العنكبوت 40]
فكان تقديم العذاب مناسبا للسياق.
فسبحان من هذا كلامه !!!!!!!

الاثنين، 5 فبراير 2018

وما أنتم بمعجزين في اﻷرض وﻻ في السماء - وما أنتم بمعجزين في اﻷرض

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة العنكبوت آية 22
(وما أنتم بمعجزين في اﻷرض وﻻ في السماء وما لكم من دون الله ولي ولانصير) ، وقوله تعالى في سورة الشورى آية 31
(وما أنتم بمعجزين في اﻷرض وما لكم من دون من ولي وﻻ نصير) ،  
زاد في العنكبوت (وﻻفي السماء) ، فما سبب ذلك ؟ أوﻻ جاء في تفسير أية العنكبوت ، أي ﻻتفوتون من عذاب الله ، وليس لكم مهرب في اﻷرض وﻻ في السماء !! قال القرطبي : والمعنى : لو كنتم في السماء ما أعجزتم الله . وجاء في تفسير آية الشورى ،  آي ولستم أيها المشركون فائتين من عذاب الله ، وﻻ هاربين من قضائه ، وإن هربتم من أقطارها كل مهرب .
من خلال تفسير اﻵيتين تبين أن آية العنكبوت عامة ، وآية الشورى خاطبت مشركي العرب ،  فقد جاءت اﻵية في سياق الحديث عن المشركين وذلك في قوله تعالى 

(أم يقولون افترى على  الله كذبا فإن الله يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلامته إنه عليم بذات الصدور) آية 24 
أما آية العنكبوت فقد جاءت في ثنايا قصة إبراهيم عليه السلام ، وما قرره قومه من إلقائه في النار ، فأنجاه الله منهم ومن مكرهم ، وجاء بعدها إهلاك اﻷمم المكذبة لرسلهم ، قوم لوط ، وقوم شعيب ، وقوم عاد ، وقوم صالح ، وكذلك قارون وفرعون وهامان ، وانتهى اﻷمر بهذه اﻵية الكريمة 
(فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به اﻷرض ومنهم من أغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) آية 40 . فلهذا ناسبت الزيادة في العنكبوت (وﻻ في السماء) ، عن آية الشورى ﻻنها جاءت في سياق الحديث عن المشركين .
والعجيب في آية العنكبوت أنها خاطبت أهل الكفر أنكم ﻻ تعجزوا الله حتى ولو صعدتم إلى السماء ، وفي عصرنا هذا صعدوا إلى السماء، بالوسائل الحديثة ، من الطائرات وغيرها . 
فسبحان من هذا كلامه !!!!!!!

أما الموضعين الذين تقدم فيهما ذكر العذاب:
( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [سورة المائدة 40]
وسبب التقديم في اﻵية، ما سبقها من اﻵيات، في بيان حد السرقة
( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [سورة المائدة 38]
وأيضا قوله عز وجل في بيان حد الحرابة
( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [سورة المائدة 33]
والموضع الثاني: قوله تعالى ( يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ ) [سورة العنكبوت 21]
وسبب  التقديم: حديث السورة عن بعض اﻷمم الطغاة المتجبرين، كقوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وهامان، وقارون، وما حل بهم من الهلاك والدمار ( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [سورة العنكبوت 40]
فكان تقديم العذاب مناسبا للسياق.

فسبحان من هذا كلامه !!!!!!!

الجمعة، 2 فبراير 2018

فلا تعجبك أموالهم وﻻ أوﻻدهم - وﻻ تعجبك أموالهم وأوﻻدهم

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة التوبة آية 55 
(فلا تعجبك أموالهم وﻻ أوﻻدهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) ، و قوله تعالى في نفس السورة آية 85 
(وﻻ تعجبك أموالهم وأوﻻدهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون )  فما الفرق بين اﻵيتين ؟
كل أية حسب سياقها اﻻولى جاء قبلها قوله تعالى 
(قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم فاسقين)  آية 53 فهم أحياء في الدنيا عندهم اﻷموال واﻷوﻻد والمناصب واﻷعجاب بهم في هذا الحال أشد فجاءت الفاء التي تدل على السرعة وأكد (أموالهم وﻻ أوﻻدهم) وقال (في الحياة الدنيا)  وقال (ليعذبهم) وهي في التعليل أقوى في المعنى من (أن يعذبهم )  .
أما اﻵية اﻵخرى فجاء قبلها قوله تعالى

(وﻻ تصل على أحد منهم مات أبدا وﻻ تقم على قبره .....) اﻵية 84 و اﻷعجاب في حال الموت أقل بكثير من حال الحياة فجاءت بالواو وقال (أموالهم وأوﻻدهم) بدون تأكيد وقال (أن يعذبهم) وهي أقل من التعليل (ليعذبهم) وقال (في الدنيا) ﻻنهم ماتو وﻻمجال للحياة كما جاء بعدها قوله تعالى 
(وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين) آية 86 . وﻻريب أن الجهاد مظنة الموت بل هو أقرب إلى الموت من الحياة . فجاءت كل آية في مكانها المناسب بها . 
فسبحان من هذا كلامه !!!!!!

الخميس، 1 فبراير 2018

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ - وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

مع روائع البيان القرآني قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة 28]
( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) موضع وحيد في القرآن وباقي المواضع ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) وهم 13 موضع واﻵية فيها أمر شديد على المؤمنين وهو منع المشركين من دخول مكة بعد العام التاسع من الهجرة ومعنى ذلك انقطاع أسباب الرزق والتجارات التى كانوا يأتون بها لذلك قال تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ) أى وإن خفتم فقرا وحاجة من منع المشركين من دخول الحرم فسوف يغنيكم الله من فضله
وقوله ( إِنْ شَاء ) تعليق للاغتناء بالمشيئة ﻷن الغنى في الدنيا ليس من لوازم اﻹيمان وﻻ يدل على محبة الله للعبد فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن ﻻ يحب وﻻ يعطي اﻹيمان والدين إلا لمن يحب لذلك جاء التأكيد في مكانه ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) أي علمه واسع يعلم من يليق به الغنى ومن ﻻ يليق ويضع اﻷشياء مواضعها وينزلها منازلها فسبحانه العليم الحكيم.
ال 13 موضع
1 النساء
1 الأنفال
5 التوبة
1 الحج
3 النور
1 الحجرات

1 الممتحنة