الأحد، 3 ديسمبر 2017

عباده ويقدر له - من عباده ويقدر

من روائع البيان القرآني : اﻵيات التي أخبر الله فيها عن بسط الرزق لعباده ،
جاءت جميعا بدون لفظ (عباده ويقدر له) ، ماعدا ثلاث مواضع ، جاء موضعان منهما بلفظ  (عباده ويقدر له) ، والموضع الثالث (من عباده ويقدر) ، دون لفظ (له) ،
في كل المواضع لم يؤكد وسبب ذلك والله أعلم أن بسط الرزق وتضييقه لم ينكره أحد حتى الكافر والمشرك ،
قال تعالى 
(قل من يرزقكم من السماء واﻷرض أمن يملك السمع واﻷبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر اﻷمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون )  سورة يونس 31 .
فلما كان هذا اﻷمر لم ينكره أحد حتى المشركين فلم يؤكد في أكثر مواضع القرآن ، أما المواضع التي جاءت مؤكدة بلفظ (عباده ويقدر له) ،

من روائع القراني :  أما المواضع التي لم تؤكد فهي قوله تعالى 
(الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في اﻵخرة إﻻ متاع) سورة الرعد آية 26 
(إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) سورة اﻹسراء آية 30 
(أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك ﻵيات لقوم يؤمنون)  سورة الروم آية 37 
(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون) سورة سبأ آية 36 
(أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك ﻵيات لقوم يؤمنون)  سورة الزمر آية 52 
(له مقاليد السموات واﻷرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شئ عليم )  سورة الشورى آية 12 . 

فهذه ست مواضع جاءت بدون تأكيد ، كلها تدور على أن الله يوسع على من يشاء من عباده ، ويضيق على من يشاء ، حسب الحكمة والمصلحة ، وحيث أن هذا اﻷمر لم ينكره أحد كما ذكرنا ، فجاءت المواضع دون تأكيد بلفظ (عباده ويقدرله) ،
أما المواضع الثلاث التي جاءت مؤكدة بلفظ (عباده ويقدر له) .


مع روائع البيان القرآني : مع الموضع اﻷول ، في سورة القصص قوله تعالى آية 82 
(وأصبح الذين تمنوا مكانه باﻷمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لوﻻ أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه ﻻ يفلح الكافرون ) .
جاءت اﻵية في سياق قصة قارون ، لما قال ضعفاء اﻹيمان ، ممن خدعتهم الدنيا ببريقها وزخرفها وزينتها ، (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون) ، فلما خسف الله به وبداره وكنوزه اﻷرض ،  ندموا على ماقالوا وتمنوا ، وحمدوا الله أنه لم يخسف بهم ، وقالوا أعجبوا أيها القوم من صنع الله !! كيف أن الله يوسع الرزق لمن يشاء من عباده ، ﻻ لكرامته عليه ، ويضيق على من يشاء - لحكمته وقضائه ابتلاء- ﻻ لهوانه عليه !! .
لذلك جاءت اﻵية مؤكدة (من عباده ويقدر) .

الموضع الثاني قوله تعالى في سورة العنكبوت أﻵية 62
(الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شئ عليم) .جاءت اﻵية مؤكدة (من عباده ويقدر له) ، ﻷنها جاءت في سياق إقامة الحجة على المشركين وذلك في قوله تعالى : 
(ولئن سألتهم من خلق السموات واﻷرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) آية 61 ،
وقوله تعالى : 
(ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به اﻷرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمدلله بل أكثرهم ﻻ يعقلون ) آية 63 . 
ولذلك جاء التأكيد في اﻵية (من عباده ويقدر له) ، وأيضا جاء في اﻵية السابقة تأكيد آخر وهو قوله (فأحيا به اﻷرض من بعد موتها) ، فإن (من بعد موتها) ، موضع وحيد في القرآن ، فإن كل المواضع (فأحيا به اﻷرض بعد موتها) ، والتأكيد مناسب مع إقامة الحجة على المشركين . وقد جاء في اﻵيات تأكيد آخر وهو قوله تعالى 
(وكأين من دابة ﻻ تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) آية 60 ،
وهي تضمن لجميع الخلق رزقهم ، وأن الله عز وجل تكفل برزق جميع الخلق ، حتى الحيوانات الضعيفة التي ﻻ تقدر على كسب رزقها .

الموضع الثالث قوله تعالى في سورة سبأ اﻵية 39 
(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) ، وقد جاءت اﻵية مؤكدة لما قبلها في قوله تعالى 
(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون) آية 36 . وهذه اﻵية الكريمة جاءت ردا على المشركين لما قالوا (وقالوا نحن أكثر أمواﻻ وأوﻻدا ومانحن بمعذبين) آية 35 . أي أنهم قالوا إن الله ﻻ يعذبنا ﻷنه راض عنا ، ولو لم يكن راضياعنا لما بسط لنا في الرزق ، وهو قياس فاسد ، قاسوا أمر الدنيا على اﻵخرة ، وظنوا أن الله كما أعطاهم اﻷموال واﻷوﻻد في الدنيا ، ﻻ يعذبهم في اﻵخرة . 

فجاء التأكيد في المواضع الثلاث في مكانه . فسبحان من هذا كلامه!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق