الأحد، 12 مارس 2017

ﻻ تبديل لكلمات الله - ﻻ تبديل لخلق الله

من روائع البيان القرآني قوله تعالى ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي اﻵخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) 64 يونس ،
وقوله ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها ﻻ تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون) 30 الروم ،
فما الفرق بين (ﻻ تبديل لكلمات الله) ، وبين (ﻻ تبديل لخلق الله) ؟ آية يونس جاءت في سياق الحديث عن أولياء الله وصفاتهم ، وذلك في قوله ( أﻻ إن أولياء الله ﻻخوف عليهم وﻻهم يحزنون )( الذين آمنوا وكانوا يتقون) (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي اﻵخرة ﻻتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) ،
فكل مؤمن تقي كان لله ولي ، وقد بشرهم الله بما يسرهم في الدارين ، ففي الدنيا بالرؤية الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ، وعند اﻹحتضار تبشره الملائكة برضوان الله ورحمته ، وفي اﻵخرة بالجنة ، ومعنى (ﻻ تبديل لكلمات الله) ، أي ﻻ إخلاف لوعده ، أما في سورة الروم فكان الحديث عن الدين ، أي أخلص دينك لله ، مائلا عن كل دين باطل ، إلى الدين الحق وهو اﻹسلام ، وهو خلقة الله التي خلق الناس عليها ، وهو فطرة التوحيد ، كما في الحديث ( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) أخرجه البخاري في التفسير 512/8 ، ومعنى (ﻻتبديل لخلق الله) ، آي ﻻ تغيير لتلك الفطرة السليمة من جهته تعالى ، قال ابن الجوزي : لفظه لفظ النفي ، ومعناه النهي ، آي ﻻتبدلوا خلق الله ، فتغيروا الناس عن فطرتهم ، التي فطرهم الله عليها ( زاد المسير 302/6)  . فأنت ترى أن كل كلمة جاءت مكانها المتاسب ، فسبحان من هذا كلامه !!!!!


وتبديل الكلمات تكرر في أكثر من آية وإليك بيانها ، قوله تعالى ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين )  اﻷنعام آية 34 ، ومعنى قوله ( ولا مبدل لكلمات الله)  قال ابن عباس ؛ أي ﻻمبدل لمواعيد الله ، وفي هذا تقوية للوعد ، وقوله تعالى في نفس السورة     (وتمت كلمت ربك صدقا وعدﻻ ﻻمبدل لكلماته وهو السميع العليم)115، أي تم كلام الله المنزل ، صدقا في اﻷخبار وعدﻻ في اﻷحكام ، (ﻻ مبدل لكلماته) أي ﻻمغير لحكمه وﻻراد لقضائه ، و
قوله تعالى (واتل ماأوحي إليك من كتاب ربك ﻻمبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا) الكهف آية 27 ، أي اقرأ ياأيها الرسول ماأوحاه إليك ربك ، من آيات الذكر الحكيم (ﻻمبدل لكلماته) أي ﻻيقدر أحد أن يغير أو يبدل كﻻم الله .
وقد انفردت سورة الروم بقوله ( ﻻتبديل لخلق الله ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق