[١٠/٥, ١:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى :
(التقديم والتأخير) تقدم الضر على النفع فى آيات القرآن والعكس تقدم النفع على الضر فى آيات فما سبب ذلك ؟ الآيات التى تقدم فيها الضر على النفع : قوله سبحانه : (ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم...الآية)(جزء من الآية 102)(البقرة)
وقوله سبحانه : (ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولاينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله...الآية)(18)(يونس) قوله سبحانه:(يدعوا من دون الله ما لايضره ومالاينفعه ذلك هو الضلال البعيد)(يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير)(13:12)(الحج)
[١٠/٥, ٢:٠٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: الآيات التى تقدم فيها النفع على الضر : قوله سبحانه : ( قل أندعوا من دون الله مالاينفعنا ولايضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى..الآية)(71)(الأنعام) وقوله سبحانه : (ولاتدع من دون الله مالاينفعك ولايضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين)(106)(يونس) وقوله سبحانه : (قال أفتعبدون من دون الله مالاينفعكم شيئا ولايضركم)(66)(الأنبياء) وقوله سبحانه : (ويعبدون من دون الله مالاينفعهم ولايضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا)(55)(الفرقان) وقوله تعالى : (أو ينفعونكم أو يضرون)(73)(الشعراء)
[١٠/٥, ٢:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية البقرة فجاءت فى سياق الكلام على السحر فى قوله سبحانه : (واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر...الآية) ولاريب أن تعلم السحر من كبائر الذنوب وفيه ضرر كبير بالناس ومن ذلك سحر التفريق بين المرء وزوجه: (فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه) فلما كان الأمر كذلك ناسب تقديم الضر على النفع فى الآية
[١٠/٥, ٨:١٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية سورة يونس :(ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولاينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله...الآية) أى ويعبدون الأوثان التى هى جمادات لاتقدر على دفع ضر ولاجلب نفع ويزعمون أنها تشفع لهم مع أنها حجارة لاتبصر ولاتسمع وهذا من أشد الضرر فناسب تقديم الضر على النفع فى الآية كما أن الآية سبقها آيات تناسب تقديم الضر على النفع وهى قوله سبحانه : (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لايرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل مايكون لى أن أبدله من تلقائ نفسى إن أتبع إلا مايوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم)(15)
[١٠/٥, ٨:٢٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: (قل لو شاء الله ماتلوته عليكم ولاأدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون)(فمن أظلم ممن افترى على كذبا أو كذب بآياته إنه لايفلح المجرمون)(17:16) وهذا قول الذين لايؤمنون بالبعث والحساب ولايرجون الأجر والثواب وهو يامحمد ائت بقرآن غير هذا ليس فيه مانكرهه من عيب آلهتنا وتسفيه أحلامنا أو بدله بأن تجعل مكان آية عذاب آية رحمة ومكان سب آلهتنا مدحهم ومكان الحرام حلالا وإنما قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء والسخرية فناسبت الآيات تقديم الضر على النفع
[١٠/٥, ١٠:٠٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية سورة الحج : (يدعوا من دون مالايضره ومالا ينفعه..الآية) فقد جاء قبلها آيات ناسبت تقديم الضر على النفع وهى قوله تعالى : (ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير)(ثانى عطفه ليضل عن سبيل الله له فى الدنيا خزى ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق)(ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد)(ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا واﻵخرة ذلك هو الخسران المبين)(11:8) تحدثت الآيات عن أصناف من الناس فصنف يجادل فى شأن الله تعالى من غير تمسك بعلم صحيح يهدى إلى المعرفة بل مجرد الرأى والهوى
[١٠/٥, ١٠:١٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: وآخر معرضا عن الحق لاويا عنقه كفرا قال ابن عباس : مستكبرا عن الحق إذا دعى إليه ليصد الناس عن سبيل الله وصنف آخر يعبد الله على جانب وطرف من الدين قال الحسن : هو المنافق يعبد بلسانه دون قلبه وقال ابن عباس : كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاما وأنتجت خيله قال: هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال : هذه دين سوء فناسب تقديم الضر على النفع سياق الآيات
[١١/٥, ١١:٠٨ ص] حسن أحمد حسن سليمان: الآيات التى تقدم فيها النفع على الضر : (قل أندعوا من دون الله مالاينفعنا ولايضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا...الآية) جاءت الآية فى سياق دعوة المشركين إلى دين الحق وجاء الاستفهام للإنكار والتوبيخ أى قل لهم ياأيها الرسول : أنعبد مالاينفعنا إن دعوناه ولايضرنا إن تركناه ؟ والمراد به الأصنام (ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله) أى نرجع إلى الضلالة بعد الهدى بعد أن هدانا الله للإسلام وهو الهدى وحده وماعداه ضلال وأمرنا بأن نستسلم لله عز وجل ونخلص له العبادة فى جميع أمورنا وأحوالنا فناسب تقديم النفع على الضر معنى الآية
[١١/٥, ١١:٢٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (ولاتدع من دون الله مالا ينفعك ولايضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين)(106)(يونس) جاء قبل الآية قوله سبحانه : (قل ياأيها الناس إن كنتم فى شك من دينى فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذى يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين)(وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولاتكونن من المشركين)(105:104) فجاءت الآيات فى سياق الدعوة أى : قل يامحمد لهؤلاء المشركين من قومك إن كنتم فى شك من حقيقة دينى وصحته فلا أعبد ماتعبدون من الأوثان والأصنام التى لاتنفع ولاتضر ولكنى أعبد الله الذى يتوفاكم وبيده محياكم ومماتكم
[١١/٥, ١١:٣٣ ص] حسن أحمد حسن سليمان: قال الطبرى : وهذا تعريض ولحن من الكلام لطيف وكأنه يقول : لاينبغى لكم أن تشكوا فى دينى وإنما ينبغى أن تشكوا فى عبادة الأصنام التى لاتعقل ولاتضر ولاتنفع فأما إلهى الذى أعبده فهو الذى يقبض الخلق وينفع ويضر (وأن أقم وجهك للدين حنيفا..الآية) أى وأمرت بالاستقامة فى الدين على الحنيفية السمحة ملة إبراهيم ولاتكونن ممن يشرك فى عبادة ربه (ولاتدع من دون الله مالا ينفعك ولايضرك...الآية) تأكيد للنهى المذكور والخطاب فى الآية للنبى صلى الله عليه وسلم والمقصود به أمته فناسب تقديم النفع على الضر سياق الآيات
[١١/٥, ١١:٥٦ ص] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (قل أفتعبدون من دون الله مالاينفعكم شيئا ولايضركم)(66)(الأنبياء) جاءت الآية فى ثنايا الآيات فى دعوة إبراهيم قومه إلى ترك عبادة الأصنام وإقامة الحجة عليهم لما قال لأبيه وقومه المشركين: ماهذه الأصنام التى أنتم مقيمون على عبادتها فقالوا : نعبدها تقليدا لأسلافنا قال ابن كثير : لم يكن لهم حجة سوى صنيع آبائهم وهم على الباطل ثم قام إبراهيم بتكسير أصناهم فكانت دعوته لهم وإقامة الحجة عليهم نفع فناسب تقديم النفع على الضر سياق الآيات وقد نجاه الله من النار لما أرادوا حرق إبراهيم وذلك فى قوله سبحانه :(قلنا يانار كونى بردا وسلاما على إبراهيم)(وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين)(70:69)
[١١/٥, ١٢:١٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولايضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا)(55)(الفرقان) ومعنى : (وكان الكافر على ربه ظهيرا) أى : معينا للشيطان على معصية الرحمن لأن عبادته للأصنام معاونة للشيطان قال مجاهد : يظاهر الشيطان على معصية الله ويعينه وقد تقدم النفع على الضر فى الآية لما سبقها من آيات وإليك بيان ذلك : قوله سبحانه : (وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا)(وهو الذى أرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا)(لنحيى به بلدة ميتا ونسقيه مماخلقنا أنعاما وأناسى كثيرا)(49:47) وقوله سبحانه : (وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا)(وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)(54:53)
[١١/٥, ١٢:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاءت الآيات كلها نفع فناسب تقديم النفع على الضر مع سياق الآيات قبلها.
قوله سبحانه : (أو ينفعونكم أو يضرون)(73)(الشعراء) جاءت اﻵية فى سياق الحديث عن دعوة إبراهيم قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام وذلك فى قوله سبحانه : (واتل عليهم نبأ إبراهيم)(إذ لقومه ماتعبدون)(قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين)(قال هل يسمعونكم إذ تدعون)(أو ينفعونكم أو يضرون)(قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) فلما جاءت اﻵية فى سياق دعوة إبراهيم قومه وإقامة الحجة عليهم ناسب تقديم النفع على الضر فى الآية.
فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق