من روائع البيان القرآني :
قوله تعالى : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) آية 91 سورة اﻷنبياء .
وقوله تعالى : (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)التحريم12
قال في اﻷنبياء (فنفخنا فيها)، وقال في التحريم (فنفخنا فيه) ،
فما الفرق بينهما ؟
أوﻻ :معنى النفخ واحد كما جاء في التفسير قال ابن كثير : إن الله بعث جبريل ، فتمثل لها في صورة بشر ، وأمره أن ينفخ بفيه في جيب درعها - أي ثوبها- فنزلت النفخة ،
فولجت في فرجها فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام (مختصر تفسير ابن كثير 3/525) .
أما خلاف اللفظين بين اﻷنبياء والتحريم ، فهو راجع إلى السياق ،
فإن لفظ (فنفخنا فيها ) أعم وأشمل من لفظ (فنفخنا فيه) ، فإن اﻷول يقصد مريم ، والثاني يقصد مكان النفخ ، في سورة اﻷنبياء جاء ذكر مريم بعد ذكر عدد من اﻷنبياء موسى وهارون وإبراهيم ولوط ونوح ودواد وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذي الكفل ويونس ، وختم ذكرهم بزكريا ، وهو أقربهم حاﻻ بحال مريم ، وهذا يفيد العموم ، فكان مناسبا (فنفخنا فيها) في سورة اﻷنبياء ،
كما أنها ذكرت مع ابنها ( وجعلناها وابنها آية للعالمين) ، وهذا أيضا يفيد العموم ، كما أنها لم تذكر باسمها فهذا أيضا يفيد العموم
أما في سورة التحريم فقد ذكرت مع عدد من النساء ، وقد ذكرت باسمها ولم يذكر معها ابنها ، فالكلام كله عليها فهذا أخص مما في أﻷنبياء فكان لفظ (فنفخنا فيه) مناسب مع سورة التحريم .
وﻻحظ سورة اﻷنبياء (فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ) واﻷلفاظ كلها تدل على العموم .
فسبحان من هذا كلامه !!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق